الماءُ (١) القليلُ، و"يَشَّقَّق" أصله: يَتَشقَّق، أُدغِمت التَّاء في الشِّين، كما في قوله: {الْمُزَّمِّلُ}، و {الْمُدَّثِّرُ}، و {يَذَّكَّرُ} (٢)، و {يَصَّدَّعُونَ}.
ولهذا وجهان كما في الأول: أنَّ (٣) "ما" بمعنى الذي، و"منه" يرجع إليه، و"مِن" بمعنى بعض، و"ما" (٤) زائدة.
وقيل: هذا على العموم في كلِّ حجرٍ يَنشَقُّ (٥) فيخرجُ منه ما دونَ النَّهر.
وقيل: هو على الخصوص في قصة داودَ: {يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} سبأ: ١٠.
وقوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} في "من" و"ما" وجهان كما مرَّ، والهبوطُ: النُّزول، والخشيةُ: الخوفُ عن العلمِ، وهذا على العموم في كلِّ الأحجار عند بعضهم، وهي الأحجارُ التي تنحطُّ مِن رؤوس الجبال مِن خوف ذي الجلال.
وقيل: هذا على الخصوص في جبلِ موسى عليه السلام الذي تجلَّى له الرَّبُّ جلَّ جلالهُ، فجعلَه دكًّا، فقرَّر بذلك أنَّ قلبَ الكافر أقسى من الحجارة التي لها هذه الآثار.
فإن قالوا: وصفَ اللَّهُ تعالى الحجارةَ بالخشية، وهي لا توجد إلَّا مِن عاقلٍ مميِّزٍ؟ ولنا (٦) أجوبة:
(١) قوله: "يتصدع فيخرج منه الماء" ليس في (ر) و (ف).
(٢) قوله: "و {يُذْكَرَ} " ليس في (ف).
(٣) لفظ: "أن" من (أ).
(٤) في (أ): "ومعنى".
(٥) في (ف): "يتشقق".
(٦) في (أ): "قلنا عنه" بدل: "ولنا".