عباس رضي اللَّه عنهما قوله: أي: اضربوا الأعناقَ فما فوقَها. وأتبعه بقوله: كما قال تعالى: {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ} النساء: ١١؛ أي: اثنتين فما فوقهما.
- وفي تفسير قوله تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} الإسراء: ٢٥ أورد قول سعيد بن جبير: الأوَّاب: المسبِّح. وأعقبه بقوله تعالى: {يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} سبأ: ١٠؛ أي: سبِّحي.
- وفي قوله تعالى: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ}؛ نقل قول يمان بن رئابٍ: يعني: الصناديدَ. وأتبعه بقوله: كما قال تعالى: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} الشعراء: ٤.
- وعند قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ} الحج: ٣٢ قال: والشعائر: هي أمور الحج؛ قال ابن زيد: منها رميُ الجمار، والسعيُ بين الصفا والمروة، ونحوُها.
وقال مجاهد: هي البدن، وتعظيمُها: استسمانُها واستحسانُها.
ثم ذكرَ دليلَ كلٍّ من القولين لكنْ على طريقةِ اللفِّ والنشرِ غيرِ المرتَّب، فقال في الاستدلال لقول مجاهد: قال تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الحج: ٣٦، وأتبعه بدليل قول ابن زيد فقال: ودليلُ القولِ الأولِ قولُه تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} البقرة: ١٥٨.
- وفي قوله تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْر} الفجر: ٩ ذكر قول مجاهد: أي: قطعوا الجبال بيوتًا. ثم استدلَّ له بقوله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا} الأعراف: ٧٤.
- ومن ذلك ما جاء عند قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ} التوبة: ٣٦ قال: قال علي بن الحسين بن واقد: أي: في اللَّوحِ المحفوظ. ثم قال: وهو كقولهِ في سورة الحج: {إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ} الحج: ٧٠ وكذا في سورة الحديد.