- وعند قوله تعالى: {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} التوبة: ٨٧ ذكر قولَ الضحاك: أي: لا يقبلون أمر اللَّه. وأعقبه بقوله: وهذا كقوله: {مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ} هود: ٩١؛ أي: لا نقبل.
- وعند قوله تعالى: {وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} التوبة: ٩٤ قال: قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: أي: إنْ عملتُم خيرًا وتبتُم إلى اللَّه مِن تخلُّفكم فسيرى اللَّه عملَكم ورسولُه فيما تستأنِفون، ثم ترجعون {إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}؛ أي: إلى جزاء اللَّه لا يخفى عليه شيء فيخبرُكم بما عملتُم ويجزيكم على ذلك. وأعقبه بقوله: وهو كقوله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا} إلى قوله: {فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ} التوبة: ٧٤.
- وفي تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} التوبة: ١٠٠ ذكر عن عطاءٍ قولَه: يريد: الذين يذكُرون المهاجرين والأنصارَ بالخير والرحمة والدعاء. قال المؤلف: أشار إلى قوله: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} الحشر: ١٠.
ويصنعُ مثل ذلك أيضًا مع أقوال المتقدِّمين من العلماء:
- ففي قوله تعالى: {الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} النور: ٣١ قال: قال القتبي: أي: لم يَفهموا ذلك ولم يقفوا عليه.
ثم بيَّن المؤلِّف مأخذَه فقال: من قوله: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ} الكهف: ٢٠.
ثم ذكر قولَ الفراء في الجملة نفسها: أي: لم يبلغوا أن يطيقوا النساء، يقال: صارع فلان فلانًا وظهر عليه. واستدلَّ له المؤلِّفُ بقوله تعالى: {فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} الصف: ١٤.