على صيغةِ النَّعت، وهو نعتُ القول؛ أي: قولًا (١) حسنًا.
وقرأ الباقون {حُسْنًا} بضمِّ الحاء، وهو اسمٌ ومصدر.
وقال الأخفش: الحُسن بالضمِّ عامٌّ يقع على جميع معاني الحسن، قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} العنكبوت: ٨ (٢).
وقال مقاتل: ومعناه: قولوا يا أهلَ الكتاب حقًّا وصِدْقًا في حقِّ محمَّدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٣)، وأخبِروا بأنَّه مذكور في كتابكم أنَّه رسولٌ حقٌّ.
وقوله تعالى: {لِلنَّاسِ} هذا اسمٌ للنبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام في هذه الآية على الخصوص.
وقيل: أرادَ به الصَّحابةَ معه؛ أي: قولوا لهم حسنًا، وصدِّقوهم بما يَقولون.
وقال سلمان (٤): أراد به إفشاء السلام (٥).
وقيل: أرادَ به ملاطفةَ كلِّ النَّاس في الكلام، فأمرَنا (٦) بالإحسان بالمالِ في حقِّ أقوامٍ مخصوصين، وهم الوالدان والأقرباءُ واليتامى والمساكين، ولمَّا كان المالُ لا يَسَعُ الكلَّ، أمرَ بمعاملة النَّاس كلِّهم (٧) بالقول الجميل الذي لا يَعجِزُ عنه العاقلُ.
(١) في (ف): "قولوا".
(٢) لم أقف على قول الأخفش هذا، وذكره الطبري في "تفسيره" (٢/ ١٩٥) ولم يعزه.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" (١/ ١١٩).
(٤) في (ر): "سليمان".
(٥) لم أقف عليه، وأخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١/ ١٦٢) (٨٤٨) عن أسد بن وداعة نحوه، ثم قال: وروي عن عطاء الخراساني نحوه.
(٦) في (أ): "فأمر".
(٧) في (أ): "كل الناس" بدل من "الناس كلهم".