أبو صالحٍ عن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما قال: لمَّا قَدِم النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- المدينةَ؛ أتاه ابن صوريا؛ وهو رجلٌ من اليهود يسكن فَدَك، فقال: يا محمد؟ كيف نومُك؟ فإنَّا أُخْبِرْنا عن نومِ النبيِّ الذي يجيء في آخر الزَّمان.
فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تنامُ عيناي وقلبي يقظان".
قال: صدقتَ يا محمَّد، فأخْبِرْنِي عن الولد؛ أمِن الرَّجل يكون أم من المرأة؟
قال: "أمَّا العظمُ والعَصب والعروق؛ فمن الرَّجل، وأمَّا الدَّمُ واللَّحمُ والظُّفْر والشَّعر؛ فمن المرأة".
قال: صدقت يا محمَّد، قال: فما بالُ الولدِ يُشبِهُ أعمامَه، ليس من شبه أخواله فيه شيءٌ، أو يشبه أخواله، ليس فيه من شبه أعمامه شيء؟
فقال: "أيُّهما علا ماؤه ماءَ صاحبِه؛ كان الشَّبهُ له".
قال: صدقت يا محمَّد، وسأله عن الطعام الذي حَرَّم إسرائيلُ على نفسه.
قال: "إنَّ يعقوبَ مَرِضَ مرضًا شديدًا، فنذر إنْ شفاه اللَّه تعالى؛ حرَّم على نفسه (١) أحبَّ الطَّعام وأحبَّ الشَّراب، وكان (٢) أحبَّ الطَّعام إليه لحمُ الإبل، وأحبَّ الشراب إليه ألبانُها، فحرَّمها (٣) على نفسه".
وسأله (٤) عن أوَّل نُزُلِ أهل الجنة (٥).
(١) من قوله: "قال إن يعقوب" إلى هنا ليس في (أ).
(٢) قوله: "أحب الطعام وأحب الشراب وكان" ليس في (ف).
(٣) في (ف): "فحرمهما".
(٤) قبلها في (ف): "قال صدقت يا محمد" وفي (ر): "قال صدقت".
(٥) وقع في هامش (ف): "النزل ما يقوم لضيافة الضيف".