وكان العمل على نسخة مُصورة مُصغرة عن طبعة المكتبة التجارية - بمصر - سنة ١٣٤٨ - ١٩٣٠ لـ"سنن النسائي".
وهذه الطبعة، وإن كانت جيدة في الجُملة، فإن فيها عيوبًا كثيرة، لم يقم أحد ممن نظر فيها، أو راجعها، أو نشرها، أو صورها. بالتنبيه إلى تلك العيوب، أو إصلاحها. ومن عيوبها المتعلقة بعملنا:
١) تداخل الأحاديث فيها مع السند، وامتزاج المُدرج بالمفسر مع الآيات القرآنية والروايات المتعددة، وكلام النبي - صلى الله عليه وسلم - بكلام الصحابي ومن بعده من الرواة، من غير تفريق بين قول المخاطب، وضمير الغائب (١) … الخ.
ولم يُمَيِّزْ شيء مِنْ ذلك كله: بنقطة، أو فاصلة، أو أول سطر، أو أهلّة، أو عارضة، أو أقواس مما هو مستعمل عادة.
٢) كثرة الأخطاء المطبعية، وهذه وإن كان بعضها معتادًا في كثير من الكتب، غير أنه في عملنا هذا يأخذ مَنحَىً آخر. ذلك أن مرورها تحت نظر الشيخ ناصر - ومن راجعه من بعده معه بإشرافه - جعلنا نتردد بتغيير كثير منها، مخافة أن تكون إحدى الروايات للحديث، وأن الشيخ ناصرًا عتمدها عند إصداره الحكم على الحديث!! وإلا لكان صححها - كما هو الظن بأمثاله - أو لفتَ النظرَ إليها على أقل تقدير.
٣) تكرار الكثير من الكلمات، والجُمل، وأحيانًا السطور، أو نقص شيء من هذا كله. إلى غير ذلك، مما لا مجال لذكره الآن.
وهذه النسخة التي وصلت إليَّ قمت بمراجعتها وقدمتها للطبع، وهي التي
(١) انظر الأحاديث: (٤) و (٤٤٦٩) في "صحيح سنن النسائي - باختصار السند -".