وَأصْنَافَهُ، ثُمَّ ابْعَثْ إلَيَّ" قال: ففعلت. فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجلس في أعلاه - أو في أوسطه - ثم قال:
"كِلْ للقَوْم" قال: فكلت لهم حتى أوفيتهم، ثم بقي تمري كأن لم ينقص منه شيء.
(صحيح) - خ، انظر ما قبله.
٣٤٠٠ - عن جابر بن عبد الله قال: كان ليهودي على أبي تمر، فقتل يوم أُحد، وترك حديقتين، وتمر اليهودي يستوعب ما في الحديقتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"هَلْ لَكَ أنْ تَأخُذَ العَامَ نِصْفَهُ وَتُؤخِّرَ نِصْفَهُ" فأبى اليهودي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ لَكَ أَنْ تَأخُذَ الجُدَادَ فَآذِنِّي" (١) فآذنته، فجاء هو وأبو بكر، فجعل يجد ويكال من أسفل النخل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بالبركة، حتى وفيناه جميع حقه، من أصغر الحديقتين.
- فيما يحسب عمار - (٢) ثم أتيتهم برطب وماء، فأكلوا وشربوا، ثم قال:
"هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْألُونَ عَنْهُ".
(صحيح الإسناد).
٣٤٠١ - عن جابر بن عبد الله قال: توفي أبي، وعليه دين، فعرضت على غرمائه: أن يأخذوا الثمرة، بما عليه، فأبوا، ولم يروا فيه وفاء، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال:
"إذَا جَدَدْتَهُ فَوَضَعْتَهُ في المِربَدِ فَآذِنِّي" فلما جددته، ووضعته في المربد، أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء، ومعه أبو بكر، وعمر، فجلس عليه، ودعا بالبركة ثم قال:
"ادْعُ غُرَمَاءكَ فَأَوفِهِمْ" قال: فما تركت أحدًا له على أبي دين إلا قضيته، وفَضَل ليّ ثلاثة عشر وسقًا، فذكرت ذلك له فضحك، وقال:
"ائتِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَخْبِرْهُمَا ذلِكَ"، فأتيت أبا بكر وعمر، فأخبرتهما، فقالا: قد علمنا إذ صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع أنه سيكون ذلك.
(صحيح) - ابن ماجه ٢٤٣٤: خ.
(١) كذا الأصل: وقال الشيخ السندي: أي تشرع فيه، وفي (السنن الكبرى) "فإذا حضر الجذاذ - بالمعجمة - فآذني، ثم قال: ولا يخفى ما بين الروايات من التفاوت.
(٢) هو عمار بن أبي عمار الراوي عن جابر.