وَإِنَّمَا يَصح حَدِيث الْقَضَاء مُرْسلا.
كَذَا أجمل تَعْلِيل حَدِيث أبي دَاوُد، وَهُوَ حَدِيث يرويهِ أَبُو دَاوُد هَكَذَا: حَدثنَا جَعْفَر بن مُسَافر التنيسِي قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي فديك، قَالَ: حَدثنَا هِشَام ابْن سعد، عَن ابْن شهَاب، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أفطر فِي رَمَضَان بِهَذَا الحَدِيث.
قَالَ: فَأتي بعرق فِيهِ تمر، قدر خَمْسَة عشر صَاعا، وَقَالَ فِيهِ: " كُله أَنْت وَأهل بَيْتك، وصم يَوْمًا، واستغفر الله ".
فعلة هَذَا الحَدِيث ضعف هِشَام بن سعد، وَقد تقدم لَهُ التَّنْبِيه عَلَيْهِ فِي مَوَاضِع.
وبحسب ذَلِك كَانَ يجب أَن يُنَبه على أَنه من رِوَايَته، لَا أَن يُكَرر بَيَان أمره.
وَسَيَأْتِي من ذكر هِشَام بن سعد - فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي سكت عَنْهَا - مَا هُوَ أوعب مِمَّا تقدم فِيهِ، لِاجْتِمَاع جَمِيع مَا رُوِيَ لَهُ هُنَالك إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(١١٨٨) وَقَالَ أَيْضا فِي هَذَا الْمَوْضُوع: وَفِي رِوَايَة أُخْرَى: " بعرق فِيهِ عشرُون صَاعا ".
وَلم يبين كَذَلِك علته، وَهُوَ حَدِيث ابْن أبي الزِّنَاد، عَن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث، عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الزبير، عَن عباد بن عبد الله، عَن عَائِشَة