أما ضعفه فبأن أم عُثْمَان بنت أبي سُفْيَان، لَا يعرف لَهَا حَال.
وَأما انْقِطَاعه فيتبين بإيراده كَمَا وَقع.
قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن الْعَتكِي، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بكر، قَالَ: حَدثنَا ابْن جريج، قَالَ بَلغنِي عَن صَفِيَّة بنت شيبَة، قَالَت: أَخْبَرتنِي أم عُثْمَان بنت أبي سُفْيَان أَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ / رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: مثله " لَيْسَ على النِّسَاء حلق، إِنَّمَا على النِّسَاء التَّقْصِير ".
فَهَذَا طَرِيق مُنْقَطع، لقَوْل ابْن جريج: بَلغنِي عَن صَفِيَّة.
ثمَّ قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدثنَا رجل ثِقَة، يكنى أَبَا يَعْقُوب قَالَ: حَدثنَا هِشَام ابْن يُوسُف عَن ابْن جريج، عَن عبد الحميد بن جُبَير بن شيبَة، عَن صَفِيَّة بنت شيبَة، قَالَت: أَخْبَرتنِي أم عُثْمَان بنت أبي سُفْيَان، أَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثله.
وَهَذَا أَيْضا مُنْقَطع، فَإنَّا مَا لم نَعْرِف الَّذِي حدث بِهِ حَتَّى يوضع فِيهِ النّظر، فَهُوَ بِمَثَابَة من لم يذكر.
وَهَكَذَا القَوْل فِيمَا يرويهِ مَالك، عَن الثِّقَة عِنْده وأشباهه.
وَلم ينفع كَونه يكنى أَبَا يَعْقُوب، فقد عرفنَا نَحن أَنه مكنى، وإنسان، فَمَا ذَلِك بِنَافِع.
وَمن لج فِي هَذَا، لن يلج فِي أَنه مَجْهُول فَلَا يكون الحَدِيث من أَجله صَحِيحا.