ثِقَة صَدُوق.
وروى عَنهُ أَيْضا ابْنه أَبُو مُحَمَّد بن أبي حَاتِم، وَكَانَ حَافِظًا للْحَدِيث، ثِقَة، وَأكْثر مَا حدث بِهِ فَمن حفظه.
وَهَذَا الْكَلَام الَّذِي قَالَ أَبُو مُحَمَّد، إِنَّمَا تبع فِي مَعْنَاهُ أَبَا مُحَمَّد بن حزم، على خلله من وَجه آخر.
وَذَلِكَ / أَن أَبَا مُحَمَّد بن حزم، أورد حَدِيث الطهراني عَن / عبد الرَّزَّاق، قَالَ: أَخْبرنِي ابْن جريج. قَالَ: أَخْبرنِي عَمْرو بن دِينَار، عَن أبي الشعْثَاء، عَن ابْن عَبَّاس، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " كَانَ يغْتَسل بِفضل مَيْمُونَة " مُخْتَصر.
ثمَّ قَالَ ابْن حزم: هَكَذَا فِي نفس الحَدِيث: " مُخْتَصرا " وَأَخْطَأ فِيهِ الطهراني بِيَقِين، لِأَن مُحَمَّد بن بكر البرْسَانِي، قَالَ فِيهِ: عَن ابْن جريج، عَن عَمْرو، أكبر علمي، وَالَّذِي يخْطر على بالي.
قَالَ: وَهَؤُلَاء أوثق من الطهراني وأحفظ بِلَا شكّ. انْتهى كَلَام ابْن حزم.
وَهُوَ بَين الْخَطَأ، فَإِن الَّذِي أورد فِيهِ، إِنَّمَا هُوَ اخْتِلَاف أَصْحَاب ابْن جريج، وهما: عبد الرَّزَّاق، وَمُحَمّد بن بكر.
أَحدهمَا يَقُول عَن ابْن جريج: أكبر علمي - وَهُوَ مُحَمَّد بن بكر - وَالْآخر لَا يَقُوله - وَهُوَ عبد الرَّزَّاق - وَالنَّظَر إِنَّمَا يجب أَن يكون فِيمَا بَينهمَا، فَأَما الطهراني فَلَا.
وَقَوله: " وَهَؤُلَاء أوثق من الطهراني " مجازقة، فَإِنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ أَكثر من