وَاحِد، وَهُوَ مُحَمَّد بن بكر الَّذِي ذكر الشَّك، وَمن دونه مبلغ عَنهُ، وَقَوله: " من الطهراني "، إِنَّمَا كَانَ يحْتَاج أَن يَقُول: " من عبد الرَّزَّاق ".
فَإذْ قد تقرر هَذَا، فلنرجع إِلَى الْمَقْصُود، وَهُوَ بَيَان عِلّة الْخَبَر الْمَذْكُور فَنَقُول: يجب على رَأْي الْمُحدثين رد رِوَايَة الطهراني، من جِهَة أُخْرَى، وَذَلِكَ أَن غَيره من أَصْحَاب عبد الرَّزَّاق قد ذكر فِيهِ عَن عبد الرَّزَّاق، الشَّك من عَمْرو بن دِينَار، فَإِذن لم تسلم رِوَايَة عبد الرَّزَّاق من الشَّك، وَمن حفظ أولى مِمَّن لم يحفظ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: أخبرنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل، حَدثنَا بن زَنْجوَيْه، حَدثنَا عبد الرَّزَّاق، أخبرنَا ابْن جريج، أَخْبرنِي عَمْرو بن دِينَار، قَالَ: علمي وَالَّذِي يخْطر على بالي، أَن أَبَا الشعْثَاء أَخْبرنِي، أَن ابْن عَبَّاس أخبرهُ، فَذكره.
وَهَكَذَا هُوَ أَيْضا فِي كتاب عبد الرَّزَّاق من رِوَايَة الدبرِي عَنهُ.
فعبد الرَّزَّاق إِذن على هَذَا، يرويهِ كَمَا يرويهِ مُحَمَّد بن بكر البرْسَانِي.
فالاختصار إِذن الَّذِي قَالَ الطهراني: إِنَّه فِي حَدِيثه، هُوَ - وَالله أعلم - / فِيمَا ترك من شكّ عَمْرو بن دِينَار.
وَقد يحْتَمل أَن يكون عبد الرَّزَّاق اخْتَصَرَهُ حِين حدث بِهِ الطهراني، وَحدث بِهِ على الْكَمَال لغيره.
فعلى هَذَا الِاحْتِمَال، يكون النّظر بَين عبد الرَّزَّاق والبرساني.