سادسًا: أشهر أسماء مصاحف الأمصار عند أهل الرسم
والمصاحف المدنية والمكية تسمي بالمصاحف الحجازية عند أهل الرسم، والكوفي والبصري هما المرادان بالمصاحف العراقية عند أهل الرسم أيضًا والسادس هو المصحف الشامي. (١)
وكلمة الرسم القرآني إنما تطلق على طريقة الكتابة القرآنية التي تناولها كَتَبَتُ المصحفِ الإمام، وقد غاير الرسمُ القرآني المخطوط في المصحفِ الإمام الذي نسخت منه المصاحف العثمانية بعض أصول الرسم الإملائي القياسي في بعض الكلمات لما اقتضته القواعد الإملائية وليس بمتطابق مع اللفظ المنطوق.
وإنما تعود هذه التسمية- الرسم القرآني-، أو- العثماني- إلى المصاحف التي نسخها عثمان، وبعث بها إلى الأمصار، وقد كتبت تلك المصاحف بطريقةٌ خاصّة مجردة من النقط والشكل بحيث يحتمل رسمها كل القراءات القرآنية المتواترة التي استقرت في العرضة الأخيرة ولم تنسخ تلاوتها.
وقد نسبت تلك التسمية إلى عثمان لأنه هو الذي أمر بنقل هذا الرسم ونسخه في المصاحف التي استنسخها عن المصحف الإمام وبعث بها مع القراء إلى الأمصار.
سابعًا: أبرز التقريرات في عدد المصاحف العثمانية
التقرير الأول:
قال أبو عمرو الداني (ت: ٤٤٤ هـ) -رحمه الله-:
أكثر العلماء على أنها كانت أربعة، أرسل واحدًا منها للكوفة، وآخر للبصرة، وآخر للشام، وترك واحدًا عنده.
وقال ابن أبي داود:
سمعت أبا حاتم السجستاني يقول: لما كتب عثمان المصاحف حين، كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدًا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدًا.
والراجح أنها ستة، أرسلت أربعة منها إلى مكة، والشام والكوفة، والبصرة، وأبقي واحد منها بالمدينة، ويسمى: المدني العام، وأمسك عثمان واحدًا منها لنفسه، ويسمى المدني الخاص، أو المصحف الإمام (٢).
(١) - جامع البيان في معرفة رسم القرآن على إسماعيل السيد هنداوي: (ص: ٢١) (دار الفرقان -الرياض، ١٤١٠ هـ).
(٢) - يُنظر: الإتقان للسيوطي: (١/ ١٩٨)، كتاب المصاحف لابن أي داود: (١/ ٢٤١ - ٢٤٢).