التقرير الثاني:
قال السيوطي (ت: ٩١١ هـ) -رحمه الله-:
أُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان إلى الآفاق، المشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: أرسلَ عثمان أربعة مصاحف، ثم ذكر السيوطي قول ابن أبي داود في " كتاب المصاحف" سالف الذكر. (١)
ثامنًا: القول الراجح في عدد المصاحف
وقد ذكرت أقوال أخر غير هذه الأقوال، فقيل أنها أربعة، وقيل إنها ثمانية، وبذكر هذين القولين تصبح الأقوال الواردة في عدد النسخ التي كتبها عثمان وبعث بها إلى الأمصار خمسة أقوال، ولعل أرجح هذه الأقوال وأقواها وأولاها بالقبول أنها ستة.
ويميل جمهور الباحثين إلى الأخذ بالرأي القائل بأن المصاحف كانت ستة،.
وهو القول الراجح والمشهور عند علماء القراءات، وكذلك عليه الأكثرون.
وهذه النسخ هي:
١ - المصحف الإمام (المدني الخاص)
٢ - المصحف المدني (العام)
٣ - المصحف الشامي
٤ - المصحف الكوفي
٥ - المصحف البصري
٦ - المصحف المكي وقد اختلف فيه.
تاسعًا: المصاحف التي عليها مدار خلاف العدد
كما أن هناك إجماع من المؤرخين القدامى والمحدثين على أن أربعة مصاحف اختصت بها المدينة ودمشق والكوفة والبصرة، وأن هناك خلاف على مصاحف اليمن والبحرين ومكة ومصر.
المطلب الثاني: طريقة عثمان -رضي الله عنه- في إنفاذ المصاحف وبعثها إلى الأمصار وتعين القراء.
بعد انتهاء عمل اللجنة المكلفة بالجمع وقيامها بنسخ الصحف العثمانية من الصحف البكرية وكتابتها، أمر الخليفة الراشد عثمان- رضي الله عنه- بكتابة نسخ منها وعزم على بعثها إلى
(١) - الإتقان جلال الدين السيوطي: (١/ ١٣٢) (الكتب العلمية - بيروت ط ١٤١٥. ٣ هـ).