المشرق، وإن لم يُعرف على وجه الدقة تاريخ بدء الطباعة فيها، إلا أنها التزمت في علامات الضبط بما جاء عند الخراز (١).
مسك الختام:
الطبعة الحادية عشر: طبعة مصحف "المدينة النبوية" (٢)
بـ "مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف" بالمملكة العربية السعودية.
لقد أصبح لعناية المملكة العربية السعودية واهتمامها بطباعة القرآن الكريم ونشره في أرجاء المعمورة منهجًا وسبيلًا متميزًا جديرًا بالتقدير والإجلال والإكبار؛ لما امتاز به من أسس واضحة المعالم، ومظاهر كثيرة متعددة.
ففي شهر المحرم من عام ١٤٠٥ هـ (١٩٨٤ م) أُعلن في المملكة العربية السعودية عن افتتاح أعظم وأكبر مطبعة في العالم لم يشهد التاريخ مثلها على مر العصور تقوم على خدمة القرآن الكريم في المدينة النبوية، وهو أول عمل حكومي رسمي لطباعة القرآن الكريم، وفتح عظيم نفع الله به ملايين المسلمين في مختلف بقاع الأرض.
ويُعَدُّ إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية من أجلّ صورة العناية بالقرآن الكريم حفظًا، وطباعةً، وتوزيعًا على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة.
كما يُعد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية أكبر أحد المعالم المشرقة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين في مختلف أرجاء العالم.
فقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- حجر الأساس للمجمع عام ١٤٠٣ هـ وافتتحه عام ١٤٠٥ هـ. وتبلغ طاقة المجمع الإنتاجية ١٨ مليون نسخة سنويًا موزعة بين مصاحف كاملة وأجزاء وترجمات وتسجيلات وكتبٍ لعلوم القرآن وغيرها، وقد أنتج أكثر من ٣٦١ إصدارًا و ٣٠٠ مليون نسخة حتى عام ١٤٤٠ هـ. ويجري المجمع دراسات وأبحاثًا مستمرة لخدمة الكتاب والسنة ويضم أحدث ما وصلت إليه تقنيات الطباعة في العالم. (٣)
وكان من أهم أهداف المجمع ما يلي:
١ - طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي.
(١) غانم قدوري: مرجع سابق، ٦٠٥.
(٢) - اتفق على تسميته بذلك، وهو مصحف مجمع الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله-.
(٣) - يُنظر: موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، الموسوعة الحرة.