في المبحث الثالث في الفصل الثالث، ولم يخرج في مناقشته للموضوع عَمَّا روي عن أبي العباس المراكشي في تفسير ظواهر الرسم من تعليلات.
٢ - وخير كتاب أُلِّفَ في هذا الفن في العصر الحديث كتاب "رسم المصحف - دراسة لغوية تاريخية" للأستاذ: غانم قدوري الحمد، المدرس في كلية الشريعة بجامعة بغداد.، وهو في الأصل رسالة علمية أُعِدَّتْ في قسم علم اللغة بكلية دار العلوم، بجامعة القاهرة، وقد نال كاتبها درجة الماجستير بتقدير "ممتاز"، وأوصت اللجنة بطبعها وتبادلها مع الجامعات. وطبعته اللجنة الوطنية بالجمهورية العراقية سنة "١٤٠٢ هـ-١٩٨٢ م".، وهو وافٍ في موضوعه، سهلٌ في أسلوبه، جامعٌ لما تفرَّق من مسائل هذا العلم، في ترتيب بديع. (١)
المطلب الثاني: قواعد الرسم العثماني
أولًا: المراد بالرسم العثماني
والرسم العثماني: هو الكيفية التي كُتبت بها حروف وكلمات المصاحف العثمانية التي بعثها عثمان- رضي الله عنه- في الأمصار. وقد خالية من الشكل والنقط على هيئة مخصوصة مغايرة لقواعد الرسم الإملائي القياسي. وقد سبق معنا تعريف الرسم العثماني في المطلب السابق.
وفي بيان المراد بالرسم العثماني يقول الزرقاني -رحمه الله-:
رسم المصحف يراد به الوضع الذي ارتضاه عثمان- رضي الله عنه- في كتابة كلمات القرآن وحروفه. والأصل في المكتوب أن يكون موافقًا تمام الموافقة للمنطوق من غير زيادة ولا نقص ولا تبديل ولا تغيير. لكن المصاحف العثمانية قد أهمل فيها هذا الأصل فوجدت بها حروف كثيرة جاء رسمها مخالفًا لأداء النطق وذلك لأغراض شريفة. (٢) والتي سيأتي معنا ذكرها وبيانها مع التمثيل.
ثانيًا: أسانيد علماء الرسم
تنتهي أسانيد الأئمة في هذا العلم وما يتحدَّثون به عن حذف أو إثبات، أو حروف مفصولة أو موصولة، وغير ذلك - إلى رؤية بالعين، أو الرواية عن راءٍ؛ إما في الأصول الأولى؛ يعني المصاحف العثمانية القديمة، أو ما نُسخ منها.
ثالثًا: مواضيع الرسم العثماني
ومواضيع الرسم العثماني هي: حروف المصاحف مِن حيث ما يَعرض لها من الحذف والإثبات، والزيادة والنقص، والفصل والوصل، وما كُتِب على قراءة ويَحتمل الأخرى، ويندرج تحت كل
(١) للاستزادة يُنظر: دراسات في علوم القرآن، محمد بكر إسماعيل. (١/ ١٢٢ - ١٢٣)
(٢) مناهل العرفان للزرقاني: (ص: ٣٦٩).