موضوع منها بحثٌ وشرح، وقد تكلَّمَتْ عنها كتبُ رسم المصاحف بالتفصيل، وأنا أكتفي هنا بالتلميح وزيادة قليلة عليه، فمن أراد الزيادة في المعرفة وحصر مواضع الخلاف، فليرجع إلى كتب رسم المصحف، والله المستعان، ونطلب منه العون وحسن العرض والبيان. (١)
رابعًا: صفة كتابة الرسم العثماني
والرسم العثماني: الأصل في كتابته أن كل حرف يكتب حسب ما ينطق به دون أن يزاد فيه أو ينقص منه، وهذه قَاعِدَةٌ مُطَّرِدَةٌ عَامَّةٌ، غير أن بعض الألفاظ خرجت عن عموم هذه القَاعِدَةٌ العَامَّةٌ،
فكتبت وفق ما تضمنه علم "الرسم العثماني" ورسمت بالزيادة أو الحذف أو الإبدال، أو بغيرها مما اقتضاه علم هذا الرسم، وقد حصرها علماء الرسم في ستة أمور:
١ - الحذف
٢ - والزيادة
٣ - والهمز
٤ - والبدل
٥ - والفصل والوصل
٦ - وما فيه قراءتان متواترتان وكتب اللفظ المختلف رسمه فيها، على رسم إحداهما.
وهذه القواعد هي التي أجملها العلامة محمد العاقب بن مايابى الجكني الشنقيطي
(ت: ١٣١٢ هـ) في كتابه: " رشف اللَّمي عن كشف العَمَى" في علمي الرسم
الضبط (حسب قراءة الإمام نافع من روايتي قالون وورش)
بقوله: الفصل الرابع: في ذكر قواعد الرسم
الرَّسْمُ فِي سِتِّ قَوَاعِدِ اسْتَقَلْ … حَذْفٌ زِيَادَةٌ وَهَمْزٌ وَبَدَلْ
وَمَا أَتَى بِالْفَصْلِ أَوْ بَالْوَصْلِ … مُوَافِقًا لِلَّفْظِ أَوْ لِلْأَصِّلِ
وَذُو قِرَاءَتَيْنِ مِمَّا قَدْ شُهرْ … فِيهِ عَلَى إِحْدَاهُمَا قَدِ اقْتُصِرْ
وَمَا سِوَى هَذَا مِنَ الْمَزِيدِ … فَبِخِطَابِ الْفَدْمِ وَالْبَلِيدِ (٢)
(١) لطائف البيان في رسم القرآن شرح مورد الظمآن؛ للشيخ أحمد محمد أبو زيتحار، القسم الأول، ص ١٤، ط/ قطاع المعاهد الأزهرية.، ويُنظر: رسم المصاحف العثمانية، صلاح بن سمير محمد مفتاح، موقع الألوكة، بتاريخ: ١٦/ ٦/ ١٤٣٨ هـ
(٢) - وهي الأبيات من: (٥٤ - ٥٧).، ويُنظر: تاريخ القرآن الكريم، محمد طاهر الكردي (١/ ٩٤). مطبعة الفتح، ط ١، جدة، السعودية، ١٩٤٦.