أرتدي حتى أجمعه، ورُوي أنه لم يرتد إلا للصلاة حتى جمعه، قال ابن النديم: أن عليًا رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فأقسم أن لا يضع رداءه حتى ي، ويروي الشيعة أن لـ" عليّ " مصحف كباقي المصاحف التي جمعت فيما بعد، ولكن انتهى دور هذه المصاحف عندما أرسل إليها عثمان وأحرقها، أما مصحف عليّ فقد احتفظ به لنفسه وأهل بيته ولم يظهره لأحد، حفاظًا على وحدة الاُمة.
وقالوا إنَّ الفرق بين مصحف الإمام علي والمصاحف الاُخرى بما فيها مصحف عثمان هو أنَّ علي رتَّبه على ما نزل، كما اشتمل على شروح وتفاسير لمواضع من الآيات مع بيان أسباب ومواقع النزول، قال علي بن أبي طالب: ما نزلت آية على رسول الله إلا اقرأنيها وأملاها عليَّ، فأكتبها بخطي، وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها، ودعا الله لي أن يعلمني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله، ولا علمًا أملاه عليَّ فكتبته منذ دعا لي ما دعا، كما اشتمل المصحف على جملة من علوم القرآن الكريم مثل: المحكم والمتشابه
والمنسوخ والناسخ وتفسير الآيات وتأويلها. كما يروي عُلماء الشيعة أن على بن أبي طالب عرض مصحفه على الناس وأوضح مميزاته، فقام إليه رجل من الصحابة فنظر فيه فقال: يا علي أردده فلا حاجة لنا فيه. (١)
وتتلخص الروايات الشيعية أن علي بن أبي طالب بعد وفاة الرسول، وكانت سوره وآياته هي آيات وسور القرآن المتداول بين المسلمين اليوم، وكان متضمنًا ترتيب السور حسب النزول وإلى جانبها أسباب النزول، إلاّ أن موقف بعض الصحابة من مصحفه كان موقفًا سياسيًا، ومن هنا فالأحرى أن نعتبره نسخة اُخرى من القرآن الكريم متضمّنة لسوره وآياته، وليس هو قرآن آخر سوى القرآن الكريم،
- ثم يدعي الرافضة- زورًا وبهتانًا-أن خصومهم هم الذين يدعون ذلك، فيقولوا-:
وجاء الخصوم بعد ذلك ليقولوا: إن الشيعة تدّعي أن للإمام علي (عليه السلام) مصحفًا غير المصحف المتداول بين المسلمين ظلمًا ورغبة في تفريق صف الاُمة المسلمة. (٢)
(١) - يُنظر: تفسير البرهان: (١/ ١٦ ح ١٤)، إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السلف، صادق العلائي، الناشر: دار الآفاق للدراسات الإسلامية، سنة النشر: ٢٠٠٤ م، عدد الأجزاء: ٣.، وكذلك هو من منشورات: شبكة الشيعة العالمية.
(٢) - يُنظر: الشيعة والسنّة لإحسان إلهي ظهير: (٨٨)، مصحف الإمام علي (عليه السلام) المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام.