ثانيًا: ادعاء الرافضة أن "عليًا" لم يخرج مُصْحَفَهُ زمن خلافة عثمان حفاظًا على وحدة الأمة؟
خلال عهد عثمان اختلفت المصاحف، وأُثيرت الضجة بين المسلمين، فسأل طلحةُ الإمام عليًا (عليه السلام) لو يخرج للناس مصحفه الذي جمعه بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: وما يمنعك ـ يرحمك الله ـ أن تخرج كتاب الله الى الناس؟! فكفّ (عليه السلام) عن الجواب أولاً، فكرّر طلحة السؤال، فقال: لا أراك يا أبا الحسن أجبتني عمّا سألتك من أمر القرآن، ألا تظهره للناس؟
وأوضح الإمام (عليه السلام) سبب كفّه عن الجواب لطلحة مخافة أن تتمزق وحدة الاُمة، حيث قال: يا طلحة عمدًا كففت عن جوابك فأخبرني عمّا كتبه القوم؟ أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن؟ قال طلحة: بل قرآن كله. قال (عليه السلام): إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنّة … (١)
هكذا هي أباطيل الرافضة:
لا يقبلها من له أدنى عقل فضلًا عمن له دين، فهل يعقل من على أمير المؤمنين بعد أن آلت إليه الخلافة ألا يظهر مصحفه، فما يمنعه من ذلك وقد آل إليه الأمر؟!
ثالثًا: كذب الرافضة كعادتهم في حق الصحابة وزعمهم وقوع خلافات كثيرة بينهم حول القرآن، ومما قالوا في ذلك:
لما انتشرت مصاحف الصحابة في أوساط المسلمين، ووجدوها مختلفة في ترتيب السور والقراءة، بدأوا يخطّئون بعضهم البعض، ويعتبر كلّ واحد قراءته هي الصحيحة، وينتقد قراءة الطرف الآخر، فثارت فيما بينهم خلافات كثيرة حول القرآن، وكما قال السيد محمد باقر الحجتى ناقلًا عن الطبري إن الشجار قد كان يبلغ درجة تكفير بعضهم البعض (٢)، ومن هنا قرّر عثمان بن عفان أن يوحّد المصاحف، فشكّل لجنة من أربعة أشخاص، وأمرهم بجمع نُسخ القرآن كلّها، وتدوين نسخة واحدة، وحرق ما سواها. (٣).
ومن ذلك الكذب الجليِّ قولهم:
(١) - سليم بن قيس: ١١٠، وعنه في بحار الأنوار: ٩٢/ ٤٢ ح ١.
(٢) -الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، ص ٤٣٨
(٣) الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، ص ٤٤٠؛ محمد هادي معرفة، التمهيد، ج ١، ص ٣٤٦.