بشرى البث الثالث لمصحف الشيخ الحصري المرتل في إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة مع بداية بث إرسالها.
فبعد مضي سنتين وستة أشهر من بث هذا المصحف في إذاعة القاهرة تم بثه في إذاعة القرآن الكريم والتي أسست لهذا الهدف النبيل.
لقد كان لإنشاء أول إذاعة للقرآن الكريم في العالم الإسلامي والعربي بالقاهرة مقاصد سامية وأهداف عظيمة جليلة ونبيلة، والتي كان من أعظمها وأجلها صيانة كتاب الله تعالى عن عبث أعداء الملة "الصهاينة" الذين قاموا بطباعة مصحف في ثوب قشيب ونشروه في إفريقيا بسعر زهيد، وقد عمدوا إلى تحريف بعض نصوص آياته، فكانت تلك هي بواعث النواة الأولى لفكرة إنشاء تلك الإذاعة.
مقاصد تأسيس تلك الإذاعة بشيء من الإيضاح
وبصورة أكثر وضوحًا وبيانًا عن الدواعي الأساسية والدوافع الرئيسية والأسباب الداعية لنشأت إذاعة القرآن الكريم بجمهورية مصر العربية بشيء من التفصيل
يقول الدكتور فوزي خليل نائب رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق رحمه الله:
إن تجربة شبكة القرآن الكريم بإذاعة جمهورية مصر العربية، تحمل دلالات وأبعادًا ذات مغزى كبير في هذا الميدان الإعلامي، إنها تعتبر السابقة الأولى في هذا النوع من الرسالة الإعلامية، ومن ثم فهي الإذاعة الأقدم على مستوى العالم بين إذاعات القرآن الكريم، أو الإذاعات الدينية بشكل عام، كما تكشف عن الدور الرائد لمصر في محيطها العربي - الإسلامي.
لقد كان لقرار نشأتها ظروف وملابسات سبقته ودعت إلى اتخاذه؛ ففي أوائل الستينيات من القرن الماضي ظهرت طبعة مذهبة من المصحف، ذات ورق فاخر، وإخراج أنيق، بها تحريفات خبيثة ومقصودة لبعض آياته، منها قوله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران: ٨٥). وطبعوها مع حذف كلمة "غير" فأصبحت الآية تعطي عكس معناها تمامًا! وكانت هذه الطبعة رغم فخامتها رخيصة الثمن، وكان تحريفها خفيًّا على هذا النحو، لكن هؤلاء لا يعلمون أن الله تعالى قد تولى حفظ كتابه بذاته العلية كما قال سبحانه: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (سورة الحجر: ٩) ومن ثم يهيئ من الوسائل ما يحقق هذا الحفظ.
فلقد استُنفِرت وزارة الأوقاف والشؤون الاجتماعية، في ذلك الوقت- ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والأزهر- ممثلًا في هيئة كبار العلماء- في ذلك الوقت- لكي تتدارك هذا