ثالثًا: مما يجلي ويؤكد أن الأحرف السبعة المأذون فيها ليست هي القراءات السبع غير ما مضى ذكره من الإجماع، أن تحديد القراءات السبع إنما جاء متأخرًا عن نزول القرآن بثلاثة قرون تقريبًا، فكان أول من خص هؤلاء السبعة وأفردهم من دون غيرهم من القراء، وجمع قراءاتهم في مصنف واحد هو الإمام أبو بكر بن مجاهد -رحمه الله- وذلك في كتابه الموسوم بـ"كتاب السبعة"، وقد لاقى صَنِيعُ ابن مجاهد قبولًا عند العلماء، ولكنّ توافق العدد "سبعة" كان سبب التباس الأمر عند بعض الناس.
كما أنه قد قيل أن هناك تسبيع قبل تسبيع ابن مجاهد، لكن المشتهر هو تسبيع ابن مجاهد.
وأما بالنسبة إلى تدوين القراءات:
فقد ذهب معظم العلماء إلى أن ذلك كان في القرن الثالث الهجري، وكان أول من قام بالتأليف في القراءات هو: الإمام أبو عبيدٍ القاسم بن سَلاَّم الهروي، حيث قام بجمع قراءة خمس وعشرين من القراء في كتاب مستقل.
ثم بدأ العلماء يكتبون في القراءات، واستمر هذا التأليف، فكان منهم من يكتب في القراءة الواحدة، ومنهم من يتناول أكثر من قراءة، حتى جاء ابن مجاهد رحمه الله فكتب في السبعة، وله كتب كثيرة في القراءات: كتابه السبعة في القراءات، وكتاب القراءات الكبير وكتاب القراءات الصغير.
وهؤلاء السبعة هم الأئمة:
١ - نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني (ت: ١٦٩ هـ).
٢ - عبد الله بن كثير الداري المكي (ت: ١٢٠ هـ).
٣ - أبو عمرو بن العلاء البصري (ت: ١٥٤ هـ).
٤ - عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي (ت: ١١٨ هـ).
٥ - عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي (ت: ١٢٧ هـ).
٦ - حمزة بن حبيب الزيات الكوفي (ت: ١٥٦ هـ).
٧ - أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي الكوفي (ت: ١٨٩ هـ).
وأما القراءات الثلاث المتممة للعشرة فهي لهؤلاء الأئمة:
١ - أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني (ت: ١٣٠ هـ).
٢ - يعقوب بن اسحاق الحضرمي البصري (ت: ٢٠٥ هـ).
٣ - خلف بن هشام (ت: ٢٢٩ هـ).