ذاك! وكم وقعت مشاكل بينه وبين أبي بن كعب وغيره من القراء، بسبب أنه قرأ آية بلفظ لم يعجب عمر!، فقد كانت هذه التوسعة المزعومة خاصة به دون غيره!!.
نقول وبالله التوفيق:
إن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لقراءة عمر وهشام بن حكيم تُعد من الأجوبة المسكتة والمفحمة، لكن الله حجب عنهم نور النبوة وشمس الرسالة فأعمى بصائرهم فلا يبصرون الحق رغم وضوحه.
وصدق فيهم قول الشافعي رحمه الله: ما رأيت قومًا أشهد بالزور من الرافضة. (١)
يعود ويقول:
ثانيًا: أن عثمان نقضها وأوجب أن يقرأ القرآن بالحرف الذي كتب عليه مصحفه! فأين صارت السبعة أحرف التي قلتم إن حديثها صحيح متواتر؟!.
لقد صار معناها أن القرآن نزل من عند الله تعالى على سبعة أحرف، ثم صار في زمن عثمان إلى حرف واحد!! فيكون حديث عمر مفصلًا لمشكلة اضطراب القراءة في زمنه فقط! فهل رأيتم حديثًا نبويًا لا دور له إلى يوم القيامة إلا أداء وظيفة خاصة وهي تسكين مشكلة اختلاف القراءات آنيًا؟. (٢)
نقول والله المستعان:
حينما تجتمع الأمراض المستعصية كلها في جسد فإنها تنهكه وتنهار معها قوته وتذهب سطوته، فالران الذي على القلوب، والهوى، والنفس الأمارة بالسوء، وغلبة الشيطان، ووساوس الصدر، وشتات الأمر، وسوء الظن، والجهل بمشكاة الوحي، المصحوبة بالحقد الدفين، وعمى البصر والبصيرة، والصد عن سبيل الله، كل هذه العلل والأدواء لا يمكن معها أبدًا إبصار الطريق ومعرفة الحق.
فإنهـ "لما كان أصل مذهبهم مستند إلى جهل، كانوا أكثر الطوائف كذبًا وجهلاً". (٣).
فهل سيعرف هذا ويستطيع مقاومة تلك العلل كلها ويفيق منها لينهض ويفهم ويعي ما ذكرناه سلفًا عن مصير الأحرف السبعة، وما استقرت عليه العرضة الأخيرة، وهل سيعي كلام أئمة أهل السنة حول هذه القضية؟!.
يعاود ويقول:
(١) - مناقب الإمام الشافعي للرازي: (ص: ١٢٧).
(٢) يُنظر: ألف سؤال وإشكال، علي الكوراني العاملي: (١/ ٢٥٨).
(٣) - إعانة المحتاج: (١/ ٥٧).