- وجوابه نقول:
هو هنا ينقل إجماع الرافضة على رفض حديث الأحرف السبعة، ويسميه" نظرية"، ويلصق هذا الإجماع بآل البيت، ولا نريد تكرار قضية آل البيت عندهم فهي معروفة ومكشوفة، إذ جعلوها ستارًا وجدار حماية لفساد دينهم وخبث طويتهم، ومع ذلك فهو تعصب أعمى لا حجة لهم فيه ولا برهان إلا التكذيب والجحود والإنكار لتلك الأحاديث الثابت الصحيحة والمنقول إلينا بالتواتر.
والتعصب الأعمى معروف عنهم، ونحن "لا نعلم طائفة أعظم تعصبًا في الباطل من الرافضة". (١)
- ثم هو يختم تحت عنوان: مصحف عثمان ينسف الأحرف السبعة فيقول: اضطربت آراء القوم في معنى الأحرف السبعة حتى إن الباحث ليبقى عاجزًا عن الخروج برؤية واحدة أو مقاربة معقولة لهذه النظرية، وهذا الاختلاف الكبير (أرجعه السيوطي إلى أربعين قولاً) يكشف أن المجموعة التي أخرجت هذه النظرية إلى أرض الواقع لم تكن تمتلك تصورًا علميًا أو رؤية فكرية واضحة
لتصدير هذه النظرية وإنما توسلت من خلالها إلى تمرير مؤامرة إضعاف النص القرآني دون البحث عن إيجاد قوة تنظيرية لإقناع الوسط الفكري الذي كان مترهلاً أصلاً ويعاني من عقدة السقوط في وحل التبعية والتخلف
فقد ذكروا في جملة الحِكَم من تشريع الأحرف السبعة أنها (للتخفيف عن هذه الأمة، وإرادة اليسر بها، والتهوين عليها)، وإذا بهذا "التخفيف" و"اليسر" و"التهوين" ينقلب- في زمن عثمان - إلى تناحر وتهديد للأمة بالسقوط في الفتنة كما سقط اليهود والنصارى! ولهذا فقد جمع عثمان الناس على مصحف واحد، ولا أقول على حرف واحد لأن المدرسة السنية إلى هذا اليوم مختلفة في ما بينها هل أن مصحف عثمان حرف من الأحرف السبعة أم إنه استوعب هذه الأحرف السبعة؟
- فقوله: "اضطربت آراء القوم في معنى الأحرف السبعة".
- نقول والله المستعان وعليه التكلان:
هذه الشبهة الباردة قد سبق الإجابة عنها كثيرًا، والقوم ينكرون أصل ثبوت تلك الأحاديث، فما لهم يتكلمون عن معناها، وقد سبق رد هذه الشبهة في آخر رد على "العلائي"، فلا حاجة في إعادتها هنا، ولكن نضيف على هذا الجواب بأن ورع أئمة أهل السنة عمومًا قد فقده أئمة الضلالة، وسادة البهتان، وفرسان الكذب، وتجار الدين، فالقوم إذا معذرون!
(١) مختصر المنهاج: (١/ ٢٠٧).