رابعًا: الرد الخاتم المختصر على افتراءات شر البشر
يدور هذا المبحث الخاتم حول استحالة وامتناع الالتقاء والاتفاق بين أهل السنة والرافضة عقلًا وشرعًا، وذلك للأسباب التالية إجمالًا:
السبب الأول: اختلاف مصادر التلقي والاستدلال عند الفريقين
السبب الثاني: منهج أهل السنة مبني على الوسطية والاعتدال، ومنهج الرافضة مبني على الغلو والانحراف، فكيف يلتقيان؟!
السبب الثالث: اجتماع أهل السنة على الحق، وافتراق الرافضة.
إن من أهم دواعي مناقشة هذا المبحث الخاتم هو أن وسيلة اقتناع الرافضة بحديث الأحرف السبعة محال وممتنع عقلًا وشرعًا، وذلك لاختلاف وتضاد دين الفريقين من جهات عدة، من أبرزها ما ذكرناه آنفًا في صدر هذا المبحث، ألا وهي:
أ- جهة مصادر التلقي والاستدلال
ب- وجهة الوسطية والاعتدال
ج- وجهة الاجتماع والافتراق.
فأهل السنة والرافضة يستحيل ويمتنع عقلًا وشرعًا أن يجتمعا، أو أن يتفقا، أو أن يلتقيا، كما يمتنع عقلًا وشرعًا اجتماع التوحيد مع الشرك، والصدق والإيمان مع الكذب والنفاق، والسنة والاتباع
مع الاختراع والابتداع، والوسطية والاعتدال مع الغلو والجفاء، والاجتماع مع الافتراق، والحق مع الباطل، والهداية مع الضلال- كذلك.
فدين أهل السنة مبني على العلم والإيمان والصدق وصحة المعتقد وسلامة المنهج،
ودين الرافضة أساسه ومبناه على الجهل والكذب والنفاق والشقاق وفساد المنهج وسوء الأخلاق، فكيف يلتقيان؟!.
الكذب والنفاق من أصول دين الرافضة
أخبر الله تعالى عن المنافقين أنّهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، والرافضة تجعل ذلك من أصول دينها وتسميه "التّقيّة"، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الذين برأهم الله عن ذلك، حتى يحكوا ذلك عن جعفر الصادق أنه قال: التّقيّة ديني ودين آبائي. وقد نزّه الله المؤمنين من أهل البيت وغيرهم عن ذلك، بل كانوا من أعظم الناس صدقًا وتحقيقًا للإيمان، وكان دينهم التقوى لا التّقيّة. (١)
(١) إعانة المحتاج: (٢/ ٤٦).