ادخل سلما فلما دخل الرشيد استأذن في النشيد فأذن له فقال: مجزوء الرمل
اسمعي أو خبرينا ... يا ديار الظاعنينا
أن قلبي بك رهن ... للذي قد تعلمينا
نادت الأيام فيها ... بالبلى حتى بلينا
كم خبطنا الهو في الدا ... ر ضروبا وفنونا
من ظباء تجذب الأر ... داف منهن المتونا
مثقلات يتهادين بها ... حورا وعينا
خطرات الشوق منها ... تبعث الداء الدفينا
فاز في الألف محب ... كان بالألف ضنينا
كلما أزددت بعادا ... زاد في الحب فتونا
غادرت في القلب مني ... حرقا ما تنقضينا
ليس للنوم قرار ... في عيون العاشقينا
صار بحر الحب غمرا ... بعدما خضناه حينا
أن عبد الله هر ... ن أمير المؤمنينا
ملك بث عطايا ... هـ شمالا ويمينا
أن لله وليا جا ... معا دنيا ودينا
يبذل الدنيا ولكن ... يمنع الدينن المصوفا
ملك أضحى لما عز ... من الدنيا مهينا
أنت خير الناس حيا ... وابن خير الذاهبينا
رب يوم للمنايا ... نلتقي حمرا وجونا
مثل يوم الحشر يردى ... بالكماة المعلمينا
أمهات الوحش فيه ... ليس يرحمن جنينا
ومخاريق المنايا ... في أكف المصلتينا
لو دعوت الحرب عبدا ... وتعبدت المنونا
أعطيات السلم طوعا ... تابعا أو مستكينا
فقال الرشيد للفضل: يا فضل أعطه. قال: ماذا يا أمير المؤمنين؟ قال أعطه عشرة آلاف درهم واحمله على ثلاث من الخيل. قوله على ثلاث إنما اسقط الهاء لان الخيل مؤنث فالعدد فيه يحمل على اللفظ المذكر أو المؤنث وتقول: له عندي ثلاث من الخيل ذكور، أو له ثلاث من الخيل إناث. وكذلك النساء والإبل والبقر وما أشبه ذلك يجرى عدده على التأنيث لما ذكرته لك وهي إناث كلها.
اخبرنا ابن دريد واليزيدي قالا اخبرنا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عمه قال: تقول الرب ضربت فلانا حتى اهدأته، اي سكنته، وماطل فلان القول: إذا كمل بعضه على بعض، وتماطل الجواد: إذا راب بعضه بعضا. ويقال: أسكنت فلانا واحفظته: إذا أغضبته، والمقلس: الذي يلعب بين يدي الأمير إذا دخل المدينة. والصعاط: الذي يكرى الإبل. وتقول العرب: إنّا لفي سنة تجادعت أفاعيها: إذا أكل بعضها بعضا لشدة الجدب. ويقولون: أصابتها سنة خفي فيها البياض وظهر السواد: أي قل اللبن لقلة النبت وظهر التمر الاسود، ان عنده التمر والماء. قال: وقيل لي رجل من الكلابيين: أتزوجت فلانة؟ قال: نعم قالوا: إنها لا تسترك من العورة ولا تشفيك من الصورة. معنى لا تسترك من العورة: أي أنها خرقاء لا تحسن أن تبني لك بيتا تسترك به، ولا تشفيك من الصورة: أي لا تدهن رأسك ولا تفليه.
أنشدنا الأخفش، لابن المعتز: الخفيف
وعد البدر بالزيارة ليلا ... فإذا ما وفى قضيت نذوري
قلت يا سيدي ولم تؤثر الليل على بهجة النهار النضير
قال لي: لا أحب تغيير رسم ... هكذا الرسم في طلوع البدور
قال: فزاحمه في هذا المعنى بعضهم فقال: الخفيف
قال لي ممرضي وأظهر وجدا ... بعد صدّ ونبوة وتجاف
قال إني مع العشاء مواف ... فارتقبني ولا تخف من خلاف
قلت: يا سيدي فإلاّ نهارا ... هو إعلان بهجة الإئتلاف
قال لي: لا أحب تغيير رسم ... هكذا البدر في الظلام يوافي
أنشدنا الزجاج قال أنشدنا المبرد: البسيط
إن يحسدوني فإني غير حاسدهم قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا فدام لي ولهم ما بي وما بهمومال أكثرنا غيظا بما يجد
أنا الذي يجدوني في حلوقهم ... لا ارتقي صورا فيها ولا أرد
قال: ونحوه قول مروان بن أبي حفه: الكامل
ولقد حبيت بألف ألف لم تشب ... إلاّ بسبب خليفة ووزير