والناظر في هذه التعريفات يجدها متقاربة جداً بل متحدة، ويجد أن من جاء بعد الخطيب لم تختلف تعاريفهم عن تعريف الخطيب وأن جميع هذه التعريفات تنص على إلحاق الراوي المتأخر بالمتقدم الذي شاركه في الرواية عن شيخه وإن لم يكونا متعاصرين.
وكل من جاء بعد العراقي وابن الصلاح لم يضف شيئاً في تعريف السابق واللاحق إلى تعريف من سبقه.
هذا وقد نصوا على أن من فوائد ضبطه ما يلي:
١- الأمن من ظن سقوط شيء في إسناد المتأخر.
٢- تفقه الطالب في معرفة العالي والنازل.
٣- معرفة الأقدم من الرواة عن الشيخ ومن به ختم حديثه.
٤- تقرير حلاوة علو الإسناد في القلوب١.
وقد رد السخاوي على ابن كثير في قوله: "وهو مما يتحلى به كثير من المحدثين، وليس من المهمات فيه ... "٢، قال السخاوي: "وهو متعقب بأولى فوائده".
أما صلة هذا الفن بكتب الوفيات، فواضحة وبينة، إذ أن هذا الفن موضوعه البحث في وفاة الراويين عن هذا الشيخ، ويزيد على ذلك بتأكيد كزنهما رويا عنه وهذا الأخير هو الذي من أجله يبحث عن وفاة الراوي، ومعرفة ما إذا كان أدرك هذا الشيخ الذي يروي عنه وسمع منه أو لا.
١ انظر: فتح المغيث٣/١٨٣.
٢ انظر: الباعث الحثيثص:٢٠٥.