(وَقلت إِلَه الْعَرْش فى الْعَرْش كَونه ... وأنى لمحدود بِمن جلّ عَن حد)
(فحددته من حَيْثُ أنْكرت حَده ... ويلزمك التَّخْصِيص فى العمق وَالْقد)
(وَيلْزم أَن الله مَخْلُوق خَالق ... لقد جِئْت فى الْإِسْلَام بالمعضل الأد)
(وَقلت لذات الله وصف تنقل ... وَحَالَة قرب عَاقَبت حَالَة الْبعد)
(وخيلت ذَات الله فى أعين الورى ... لمحسوسة الْأَجْسَام أَخْطَأت عَن عمد)
(وحددت تكييفا وكيفت جَاهِلا ... أقست على حاليك فى الْعَكْس والطرد)
(وَأنْكرت تَشْبِيها وشبهت لَازِما ... وَأثبت ضد الْعقل فى منتفى الضِّدّ)
(حللت عرى الْإِسْلَام من عقدك الذى ... تدين فجَاء الْحل من قبل العقد)
(وزيفت فى نقد اعتقادك فاغتدى ... وَقد جَاءَ زيف الدّين من قبل النَّقْد)
(سللت حسام الغى فى غمدك الْهدى ... فسلك من دين الْهِدَايَة بالغمد)
(بنيت ضلالا إِذْ هددت شَرِيعَة ... فأسست بُنيان الضَّلَالَة بالهد)
(مددت لِسَانا للْإِمَام فقصرت ... يَد الرشد فالتقصير من جَانب الْمَدّ)
(كَذَا عَن طَرِيق الدّين يَا أخفش الْهدى ... وَصرح بِمَا تخفى عَن الدّين من ضد)
(فقد وضحت آثَار غيك فى الورى ... كَمَا وضحت فى سوأة خصيتا قرد)
(بتبيين هَذَا الحبر من نور علمه ... دجى عقلك الهاوى وأقوالك الربد)
(فَرد معانيك الخبيثة علمه ... وغادرها فى الْجَهْل صاغرة الخد)
(وسل حساما من بَيَان فهومه ... فَرد سيوف الغى مفلولة الْحَد)