(كم شُبْهَة كالليل يعدو لبسهَا ... فيردها كالصبح بالبرهان)
(أبكيك يَوْم تنَازع الْخَصْمَيْنِ فِي ... شكّ يحار بأَمْره الخصمان)
(يَا شمس طَال اللَّيْل بعد مغيبها ... كَيفَ الصَّباح وَأَنت فِي الأكفان)
(يَا ثَانِي الفجرين بل يَا ثَالِث القمرين ... بل يَا وَاحِد الْأَزْمَان)
(يمْضِي الْجَدِيد من الزَّمَان وحزننا ... بَاقٍ على قدم الزَّمَان الفاني)
(قف بالقبور وناد فِيهَا نادبا ... من كَانَ فِي شغل عَن الْحدثَان)
(أَيْن الَّذين إِذا هم عقدوا الحبى ... حلوا بأرفع رُتْبَة وَمَكَان)
(قوم إِذا حَضَرُوا مجَالِس علمهمْ ... حكمت عمائمهم على التيجان)
(قُم باكيا متأوها مسترجعا ... لمصاب هَذَا الْعَالم الرباني)
(أعظم بِيَوْم مصابه من مصرع ... فِي مصر حل بِسَائِر الْبلدَانِ)
(حبر لَهُ بِالشَّام أعظم موقع ... سَاق العداء إِلَى شج حران)
(أدّى الْبَرِيد نعيه فِيهَا فيا ... فضل الْأَصَم على ذَوي الآذان)
(أعزز عَليّ بِأَن أصوغ رثاء من ... كَانَ المديح لبابه من شاني)
(أهدي إِلَيْهِ طَيّبَات تَحِيَّة ... من عَبده القاصي الْمحل الداني)
(وأزور بِالتَّسْلِيمِ تربة قَبره ... متتابع العبرات والأشجان)
(قبر لثمت ترَاهُ فتعرفت ... فِي تربه الأنفاس عرف جنان)
(لَا زَالَ عَفْو الله فِي أرجائه ... هامي السحائب دَائِم الهملان)
وَقَالَ السَّيِّد الشريف الأديب الْفَاضِل شهَاب الدّين الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي موقع الدست الشريف بالأبواب الشَّرِيفَة عَفا الله عَنهُ ورحمه
(لقد حق بعد الدمع بِالدَّمِ أَن تبْكي ... عُيُون البرايا بعد قَاضِي الْهدى السُّبْكِيّ)