أبي العباس (١) أمير المؤمنين، وعِدَّة من قواد أهل خراسان وجندهم، وعلى مقدمة عيسى بن موسى، حُميد بن قحطبة الطائي (٢)، وجهزهم بالخيل والبغال والسلاح والمِيرة (٣) فلم يَتَّرك (٤)، ووجه مع عيسى بن موسى، ابن أبي الكرام الجعفري (٥) وكان في صحابة أبي جعفر، وكان مائلاً إلى بني العباس فوثق به أبو جعفر ووجهه" (٦) فأقبل عيسى بن موسى بمن معه حتى أناخ على المدينة. وخرج إليه محمد بن عبد الله ومن كان معه فقاتلوا أياما قتالا شديداً، وصبر نفر من جُهَينة يقال لهم بنو شُجاع مع محمد بن عبد الله حتى قتلوا وكان لهم غَناء. وخرج مع محمد بن عبد الله، ابن خُضَير (٧) رجل من ولد ابن الزبير، فلما كان الذي قُتل فيه محمد بن عبد الله، ورأى الخلل في أصحابه وأن السيف قد

(١) وكان توجيههما من بغداد إلى المدينة سنة خمس وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة ٤٢١. والكامل في التاريخ ٥/ ٥٤٣ - ٥٤٤).
(٢) حُميد بن قحطبة الطائي ولي الجزيرة وخراسان للمنصور ومات فيها في خلافته. (انظر: تاريخ خليفة ٤٣٢ - ٤٣٣).
(٣) الميرة: الطعام. (انظر: لسان العرب ٧/ ٣٩. وتاج العروس ٣/ ٥٥٢. مادة: مَيَرَ).
(٤) فلم يترك: بتشديد الفوقية. أي فلم يترك -بتخفيف الفوقية- شيئاً إلا وجهز به الجيش. (انظر: تاج العروس ٧/ ١١٤. مادة: تَرَكَ).
(٥) هو محمد بن أبي الكرام بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وكان رجلاً إخبارياً.
(انظر: تاريخ الطبري ٧/ ٥٧٨، ٦٠١. والكامل في التاريخ ٥/ ٥٥٠).
(٦) تاريخ الطبري ٧/ ٥٧٨. ويضع (ينزل) بدل (يترك). ويوجد نقاط بعد (ووجهه) أشير في التعليق إلى وجود بياض في النسخة الخطية وإلى أن بقية الخبر سقط من باقي النسخ أيضاً.
(٧) ابن خضير: هو عيسى بن مصعب بن مصعب بن الزبير بن العوام خرج وقتل مع محمد بن عبد الله بن حسن سنة خمس وأربعين ومائة. وسمي مصعب خُضَيْراً لأنه كان أسمراً والأخضر من الناس هو الأسمر. ولد بعد قتل أبيه فسمي باسمه. (انظر: جمهرة نسب قريش ١/ ٣٣٧. والكامل في التاريخ ٥/ ٤٤٧ - ٤٤٨).