وقد روي عن ابن عامر أنه قرأ: (أنبِئهِم) بكسر الهاء.
وهذا غير جائز عند أهل العربية، ولكن لو قرئ: (أئبيهِم) بحذف الهمزة
كان جائزا في العربية، ولا يجوز في القراءة لأنه لم يَقرأ به أَحد.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ)
قرأ حمزة وحده: (فَأزالهُما) بألف مع التخفيف.
وسائر القراء قرأوا: (فَأَزَلَّهُمَا) بالتشديد بغير ألف.
قال أبو منصور: مَن قرأ: (فأزالهما) فهو من زالَ يزُولُ، ومعناه:
فنحَّاهما.
وَمَنْ قَرَأَ: (فَأَزَلَّهُمَا) فهو من زللت أزلُّ، وأزلني غيري،
ولِزللتُ وجهان: يصلح أن يكون الخطيئة، فأزلهما الشيطان،
أي: كسبهما الزلة.
ويصلح أن يكون (فَأَزَلَّهُمَا) أي: نحاهما.
وكلتا القراءتين جيدة حسنة،
قال ذلك أبو إسحاق الزجاج، والله أعلم بما أراد.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ) .
اتفق القراء على هذه القراءة، إلا ما رُوي عن ابن كثير أنه قرأ:
(فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٌ) .