عنه، أو لأنه مأخوذ من قوله: مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ «١» أي محبوسات فكأنه حبس عن الإعراب.
قوله تعالى: فَيُسْحِتَكُمْ «٢». يقرأ بفتح الياء والحاء وبضم الياء وكسر الحاء. وهما لغتان:
فالفتح من سحت، والضم من أسحت، ومعناهما: استأصل.
قوله تعالى: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ «٣». أجمع القراء على تشديد نون «إنّ» إلّا (ابن كثير) و (حفصا) عن (عاصم) فإنهما خفّفاها. وأجمعوا على لفظ الألف في قوله:
(هذان) إلا (أبا عمرو) فإنه قرأها بالياء. وأجمعوا على تخفيف النون في التثنية إلّا ابن كثير فإنه شدّدها. فالحجة لمن شدّد النون في (إنّ) وأتى بألف في (هذان): أنه احتج بخبر (الضحاك) «٤» عن (ابن عباس) «٥»: أن الله تعالى أنزل هذا القرآن بلغة كل حيّ من أحياء العرب. وهذه اللفظة بلغة «بلحارث بن كعب» «٦» خاصة، لأنهم يجعلون التثنية بالألف في كل وجه، لا يقلبونها لنصب ولا خفض. قال شاعرهم:
إن أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها
«٧» فلما ثبتت هذه اللفظة في السّواد بالألف، وافقت هذه اللغة، فقرءوا بها، ولم يغيّروا
(١) الرحمن: ٧٢.
(٢) طه: ٦١.
(٣) طه: ٦٣.
(٤) هو الضّحاك بن سفيان بن عوف بن كعب، يكنى أبا سعيد، وصحب النبي عليه الصلاة والسلام، وولّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه، وروى عنه سعيد بن المسيّب، والحسن البصري. انظر: (أسد الغاية ٣: ٣٦).
(٥) انظر: أسد الغابة ٣: ١٩٢.
(٦) قال الجاربردي: «إن بلحارث بن كعب، وخثعما، وزبيدا، وقبائل من اليمن، يجعلون ألف الاثنين في الرفع، والنصب، والخفض على لفظ واحد» انظر: (شرح الجاربردي على الشافية لابن الحاجب ١: ٧٧). وقال ابن جماعة: نسبها إلى بني الحارث من النحويين الكسائي، ونسبها أيضا إلى خثعم وزبيد وهمدان، ونسبها أبو خطاب لكنانة، وبعضهم لبني العنبر، وعذره، ومراد، وغيرهم. انظر: (حاشية ابن جماعة على شرح شافية ابن الحاجب ١: ٢٧٧).
(٧) ينسب إلى أبي النّجم: الفضل بن قدامة العجلي، وقيل إلى رؤية بن العجاج، وهذان البيتان من الرجز المشطور.
«وغايتاها» مفعول «بلغا» والضمير للمجد، وأنثه باعتبار أنه صفة، أو رتبة. والمراد «بالغايتين»: المبدأ والنهاية.
أو غاية المجد في النسب، وغايته في الحسب. انظر: (الإنصاف لابن الأنباري ١: ١٨)، و (شرح ابن عقيل ١: ٣٨). و (حاشية الخضري ١: ٣٨).