أبلغ النعمان عنى مألكا … أنه قد طال حبسى وانتظار (١)
أراد مألكة، فحذف الهاء. وقد تقصينا ذلك فى أماكن من كتبنا. وفيه بعد هذا ضعف؛ لأن قدر ما بكوا فى ذلك اليوم لا يعشو منه الإنسان.
ويجوز أن يكون جمع عشوة: أى ظلاما، وجمعه لتفرّق أجزائه كقولهم: مغيربانات، وأصيلال، ونحو وذلك.
***
{بِدَمٍ كَذِبٍ} (١٨)
ومن ذلك قراءة الحسن أيضا: «بدم كدب» (٢)، بالدال.
قال أبو الفتح: أصل هذا من الكدب. وهو الفوف، يعنى البياض الذى يخرج على أظفار الأحداث، فكأنه دم قد أثّر فى قميصه فلحقته أعراض كالنقش عليه. وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بهذه القراءة أيضا.
***
{يا بُشْرى} (١٩)
ومن ذلك قراءة أبى الطّفيل (٣) والجحدرىّ وابن أبى إسحاق، ورويت عن الحسن: «يا بشرىّ» (٤).
قال أبو الفتح: هذه لغة فاشية فيهم، ما رويناه عن قطرب من قول الشاعر:
يطوّف بى عكبّ فى معدّ … ويطعن بالصملّة فى قفيّا
فإن لم تثأرا لى من عكبّ … فلا أرويتما أبدا صديّا
(١) نسبه فى المنصف (١٠٤/ ٢) لعدى بن زيد.
(٢) وقراءة عائشة، وابن عباس. انظر: (مختصر شواذ القراءات ٦٣، الكشاف ٣٠٨/ ٢، القرطبى ١٤٩/ ٩، الإتحاف ٢٦٣، العكبرى ٢٨/ ٢، البحر المحيط ٢٨٩/ ٥، تهذيب اللغة، لسان العرب «كذب»).
(٣) انظر: (القرطبى ١٥٣/ ٩).
(٤) انظر: (الفراء ٣٩/ ٢، مجمع البيان ٢١٨/ ٥، النحاس ١٣٠/ ٢، العكبرى ٢٨/ ٢، الطبرى ١٠٠/ ١٢، الكشاف ٣٠٨/ ٢، القرطبى ١٥٣/ ٩، البحر المحيط ٢٩٠/ ٥).