وابن محيصن وابن أبى إسحاق وأبو الأسود وعيسى الثقفى. وقرأ: «هيّئت لك» (١) ابن عباس.
قال أبو الفتح: فيها لغات: هيت لك، وهيت لك، وهيت لك، وهيت لك. وكلها أسماء سمى بها الفعل بمنزلة صه ومه وإيه فى ذلك.
ومعنى «هيت» وبقية أخواتها: أسرع وبادر، قال:
أبلغ أمير المؤمنين … أخا العراق إذا أتيتا
إن العراق وأهله … عنق إليك فهيت هيتا
وقال طرفة:
ليس قومى بالأبعدين إذا ما … قال داع من العشيرة: هيت
هم يجيبون: واهلمّ سراعا … كالأبابيل لا يغادر بيت
والحركات فى أواخرها لالتقاء الساكنين.
وأما «هئت» بالهمز وضم التاء ففعل، يقال فيه: هئت أهئ هيئة كجئت أجئ جيئة أى: تهيأت. وقالوا أيضا: هئت أهاء كخفت أخاف، هذا بمعنى خذ. قال:
أفاطم هائى السيف غير مذمّم
أى: خذى السيف.
فأما قول الله تعالى: {هاؤُمُ اِقْرَؤُا كِتابِيَهْ} (٢) فحديث غير هذا وتصريف سواه، وفيه طول. وقد ذكرناه فى كتاب الخصائص (٣).
وأما «هيّئت لك» ففعل صريح كهئت لك، كقولك: أصلحت لك، أى: فدونك، وما انتظارك؟ واللام متعلقة بنفس هيت وهيت وهيت وهيت كتعلقها بنفس هلمّ من قولهم: هلمّ لك. وإن شئت كانت خبر مبتدأ محذوف، أى: إرادتى لذلك.
فأما «هئت لك» و «هيّئت» فاللام فيه متعلقة بالفعل نفسه، كقولك: أصلحت لكذا وصلحت لكذا.
***
(١) وقراءة على بن طالب. انظر: (مختصر شواذ القراءات ٦٣، الكشاف ٣١٠/ ٢).
(٢) سورة الحاقة الآية (١٩).
(٣) انظر: (الخصائص ٣٦/ ٣:٥٣).