قال أبو الفتح: ينبغى أن يكون هذا مما يسكن استثقالا للضمة، كقول جرير، أنشدناه أبو علىّ:
سيروا بنى العمّ فالأهواز منزلكم … ونهر تيرى ولا تعرفكم العرب (١)
أى: ولا تعرفكم، وقد مضى ذكره نحوه.
***
{فَنَسِيَ وَلَمْ} (١١٥)
ومن ذلك قراءة الأعمش: «فنسى ولم» (٢)، لا ينصب الياء.
قال أبو الفتح: قد قدمنا القول على سكون هذه الياء فى موضع النصب والفتح وأنه عند أبى العباس من أحسن الضرورات، حتى إنه لو جاء به جاء فى النثر لكان قياسا.
***
{وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى} (١٢٤)
ومن ذلك ما يروى عن أبان بن تغلب: «ونحشره يوم القيامة أعمى» (٣)، بالجزم.
قال أبو الفتح: هو معطوف على موضع قوله عز وجل: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً،} وموضع ذلك جزم لكونه جواب الشرط الذى هو قوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي،} فكأنه قال: ومن أعرض عن ذكرى يعش عيشة ضنكا ونحشره، كما تقول: من يزرنى فله درهم وأزده على ذلك؛ أى: من يزرنى يجب له درهم علىّ وأزده عليه. وعليه قراءة أبى عمرو بن العلاء: «فأصّدّق وأكون من الصّالحين».
***
(١) سبق الاستشهاد به فى (١٩٦/ ١).
(٢) وقراءة الحسن. انظر: (القرطبى ٢٥١/ ١١، شرح التصريح ٤٠١/ ٢).
(٣) انظر: (الكشاف ٥٥٨/ ٢، البحر المحيط ٢٨٧/ ٦، مجمع البيان ٣٣/ ٧، العكبرى ٧٠/ ٢).