فكأنه قال: أو هات مثل أسرة. وعليه قول الآخر (١):
بينا نحن نرقبه أتانا … معلّق وفضة وزناد راع (٢)
فكأنه قال: وحاملا زناد راع، ومعلقا زناد راع، وهو كثير.
***
{وَأَذِّنْ فِي النّاسِ} (٢٧)
ومن ذلك قراءة الحسن وابن محيصن: «وأذن فى الناس» بالتخفيف.
قال أبو الفتح: «أذن» معطوف على «بوّأنا»، فكأنه قال: وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت، وأذن. فأما قوله على هذا: {يَأْتُوكَ رِجالاً} فإنه انجزم؛ لأنه جواب قوله: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطّائِفِينَ،} وهو على قراءة الجماعة جواب قوله: {وَأَذِّنْ فِي النّاسِ بِالْحَجِّ}.
***
{رِجالاً} (٢٧)
ومن ذلك قراءة ابن عباس وأبى مجلز ومجاهد وعكرمة والحسن وأبى عبد الله جعفر ابن محمد: «رجّالا» (٣).
وقرأ: «رجالا» (٤)، بضم الراء، وتخفيف الجيم منونة-عكرمة وابن أبى إسحاق وأبو مجلز والحسن البصرى والزهرى.
= فزارة، ومنظور بن زبان بن يسار بن عمرو، من فزارة أيضا انظر: (جمهرة ابن حزم ٢٥٦، ٢٥٨): وأسرة الرجل: رهطه الأدنون؛ لأنه يتقوى بهم، من الأسر وهو الشد.
(١) لرجل من قيس عيلان كما فى الكتاب ١٧٠/ ١.
(٢) ورد فى الكتاب: «بينا نحن نطلبه أتانا». وورد فى: (شرح المفصل ٩٧/ ٤، وهمع الهوامع ٢١١/ ١)، وكذا ورد بالحزم عند ابن يعيش وفى الهمع: فبينا نحن فلا خرم فيه، والوفضة: الكنانة توضع فيها السهام. والشاهد: فيه نصب «زناد» حمل على موضع «وفضة»؛ لأن معناه يعلق وفضة وزناد راع.
(٣) وقراءة ابن أبى إسحاق. انظر: (القرطبى ٣٩/ ١٢، الكشاف ١١/ ٣، الرازى ٢٨/ ٢٣، البحر المحيط ٣٦٤/ ٦، مجمع البيان ٧٩/ ٧).
(٤) وقراءة مجاهد. انظر: (البحر المحيط ٣٦٤/ ٦، القرطبى ٣٩/ ١٢، الكشاف ١١/ ٣، الرازى ٢٨/ ٢٣، العكبرى ٧٨/ ٢).