وقرأ: «رجالى» (١)، على فعال مخففة-عكرمة.
قال أبو الفتح: أما «رجّالا» فجمع راجل، ككاتب وكتّاب، وعالم وعلاّم، وعامل وعمّال.
وأما «رجالا»، مضمومة الراء، خفيفة الجيم، منونة، فغريب. وهو مما ذكرناه مما جاء من الجمع على فعال: كظؤار، وعراق، ورخال.
وأما «رجالى» فمثل: حبارى، وسكارى. ويقال: أراجل، وأراجيل، ورجالى، ورجالى، ورجلان. قال كثيّر (٢):
له بجنوب القادسيّة فالشّبا … مواطن لا يمشى بهنّ الأراجل
وقال أبو الأسود:
كأنّ مصامات الأسود ببطنه … مراغ وآثار الملاعيب ملعب
وأنشد الأصمعى:
ومركب يخلطنى بالرّكبان … يقى به الله أذاة الرّجلان
وروينا عن ابن الأعرابى: رجل رجلان، ورجل أى: راجل.
وقراءة الكافة: {رِجالاً} جمع راجل أيضا، كصائم وصيام، وصاحب وصحاب.
***
{وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ} (٣٥)
ومن ذلك قراءة ابن أبى إسحاق والحسن، ورويت عن أبى عمرو: «والمقيمى الصلاة»، بالنصب.
قال أبو الفتح: أراد «المقيمين»، فحذف النون تخفيفا، لا لتعاقبها الإضافة، وشبّه ذلك بالّلذين والذين فى قوله:
فإنّ الّذى حانت بفلج دماؤهم … هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد (٣)
(١) قراءة مجاهد. انظر: (البحر المحيط ٣٦٤/ ٦، القرطبى ٣٩/ ١٢، الكشاف ١١/ ٣، العكبرى ٧٨/ ٢).
(٢) انظر: (ديوانه ١١، لسان العرب «رجل»).
(٣) سبق الاستشهاد به فى (٢٨٦/ ١).