فتبدل الألف بعدها ياء، فتقول: حطّيما، فيزول حديث المصدر بانقلاب ألفه. وليس فى حطّم ألف، فتنقلب لكسرة الطاء إلى غيرها.
ومن قال: «وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ»، فضم العين لم يقل حطاما؛ لأنه ليس معه فى حطّاما ضمة مثل الميم فتتبعها الحاء مضمومة، وكذلك «مردّفين» و «مردّفين» و «مردّفين»، الحكم واحد.
***
{فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها} (١٩)
ومن ذلك قراءة محمد بن السّميفع: «فتبسّم ضحكا من قولها» (١)، بفتح الضاد بغير ألف.
قال أبو الفتح: «ضحكا» منصوب على المصدر بفعل محذوف يدل عليه تبسم، كأنه قال: ضحك ضحكا. هذا مذهب صاحب الكتاب، وقياس قول أبى عثمان فى قولهم: تبسّمت وميض البرق أنه منصوب بنفس «تبسمت»؛ لأنه فى معنى: أو مضت، ويكون «ضحكا» منصوبا بنفس «تبسم»؛ لأنه فى معنى ضحك.
ويدل على مذهب صاحب الكتاب أنه قد ثبت أن الماضى والمضارع واسم الفاعل والمصدر يجرى كل واحد منها مجرى صاحبه، حتى كأنه هو. ويجب أن تكون كلها من لفظ واحد، كضرب يضرب ضربا وهو ضارب، فكما لا يجوز أن يقول: قعد يجلس وإن كانا فى معنى واحد دون أن يكونا من لفظ واحد، وهو قعد يقعد، ولا يجوز تبسم يومض؛ لاختلاف لفظيهما، وإن كان معنياهما واحدا-فكذلك لا يجوز تبسمت وميض البرق؛ لاختلاف لفظيهما، كما لا يجوز تبسمت أومض، لكن دل تبسمت على أومضت، فكأنه قال: أومضت وميض البرق، فاعرف ذلك وقسه بإذن الله.
***
{أَلاّ تَعْلُوا} النمل:٣١
ومن ذلك قراءة ابن عباس فى رواية وهب بن منبه: «أن لا تغلوا» (٢)، بالغين معجمة.
(١) انظر: (الكشاف ١٤٢/ ٣، البحر المحيط ٦٢/ ٧، العكبرى ٩٣/ ٢، الآلوسى ١٨٠/ ١٩).
(٢) وقراءة الأشهب العقيلى، ومحمد بن السمفيع. انظر: (القرطبى ١٩٣/ ١٣، الكشاف ١٤٦/ ٣، مجمع البيان ٢١٩/ ٧، الرازى ١٩٦/ ٢٤، العكبرى ٩٤/ ٢، النحاس ٥٢١/ ٢، البحر المحيط ٧٢/ ٧).