من الكسر؛ لأنه أبعد عن مثال الفعل، فأشر-من آشر-كضروب من ضارب، ومطعان من طاعن، والاسم البطر.
***
{كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} (٣١)
ومن ذلك قراءة الحسن: «كهشيم المحتظر»، بفتح الظاء (١).
قال أبو الفتح: المحتظر هنا مصدر، أى: كهيشم الاحتظار، كقولك: كآجرّ البناء وخشب النجارة. والاحتظار: أن يجعل حظيرة. وإن شئت جعلت «المحتظر» هنا هو الشجر، أى: كهشيم الشجر المتخذة منها الحظيرة، أى: كما يتهافت من الشجر المجعولة حظيرة. والهشيم: ما تهشّم منه، وانتثر.
***
{إِنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ} (٤٩)
ومن ذلك قراءة أبى السمال: «إنّا كلّ شئ خلقناه» (٢)، بالرفع.
قال أبو الفتح: الرفع هنا أقوى من النصب، وإن كانت الجماعة على النصب؛ وذلك أنه من مواضع الابتداء، فهو كقولك: زيد ضربته، وهو مذهب صاحب الكتاب والجماعة؛ وذلك لأنها جملة وقعت فى الأصل خبرا عن مبتدأ فى قولك: نحن كل شئ خلقناه بقدر، فهو كقولك: هند زيد ضربها، ثم تدخل إنّ، فتنصب الاسم، وبقى الخبر على تركيبه الذى كان عليه من كونه جملة من مبتدأ وخبر.
واختار محمد بن يزيد هنا النصب، وقال: لأن تقديره إنا فعلنا كذا، قال: فالفعل منتظر بعد إنّا، فلما دل ما قبله عليه حسن إضماره. وليس هذا شيئا؛ لأن أصل خبر المبتدأ أن يكون اسما لا فعلا جزءا منفردا. فما معنى توقع الفعل هنا، وخبر إن وأخواتها كأخبار المبتدأ؟ وعليه قول الله سبحانه: {وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} (٣)، فهذه الجملة التى هى وجوههم مسودّة فى موضع المفعول
(١) سورة الزمر الآية (٦٠).
(٢) وقراءة ابن رجاء، وأبى السمال، وأبى حيوة، وقتادة، وأبى عمرو بن عبيد، وأبى العالية. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٤٩، الفراء ١٠٨/ ٣، الطبرى ٦١/ ٢٧، القرطبى ١٤٢/ ١٧، الإتحاف ٤٠٥، البحر المحيط ١٨١/ ٨، العكبرى ١٣٤/ ٢ التبيان ٤٥٣/ ٩).
(٣) انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٤٩، البحر المحيط ١٨٣/ ٨، الرازى ٢٩،٧٢، الكشاف ٤١/ ٤، القرطبى ١٤٧/ ١٧، العكبرى ١٣٤/ ٢، مجمع البيان ١٩٣/ ٩).