قال أبو الفتح: هو كقوله: وغركم بالله الاغترار، وتقديره على حذف المضاف، أى: وغركم بالله سلامة الاغترار، ومعناه سلامتكم منه مع اغتراركم.
***
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ} (١٦)
ومن ذلك قراءة الحسن: «ألمّا يأن للّذين» (١)، مثقّلة.
قال أبو الفتح: أصل «لمّا» لم، زيد عليها ما، فصارت نفيا لقوله: قد كان كذا، و «لم» نفى فعل. تقول: قام زيد، فيقول المجيب بالنفى: لم يقم. فإن قال: قد قام. قلت: لمّا يقم، لمّا زاد فى الإثبات «قد» -زاد فى النفى «ما»، إلا أنهم لمّا ركبوا «لم» مع «ما»، حدث لها معنى ولفظ.
أما المعنى فإنها صارت فى بعض المواضع ظرفا، فقالوا: لما قمت قام زيد، أى: وقت قيامك قام زيد.
وأما اللفظ فلأنها جاز أن يقف عليها دون مجزومها، كقولك: جئت ولما، أى: ولما تجئ. ولو قلت: جئت ولم، لم يجز.
فإن قلت: فقد علمنا أن أصل لمّا-على ما وصفت- «لم» و «ما»، وهما حرفان وأما الظرف فاسم، فكيف جاز للحرف أن يستحيل، فيصير اسما؟.
قيل: كما استحال الاسم لما ركّب مع الحرف، فاعتدّ مجموعهما حرفا فى قولهم: إذ ما تقم أقم. ألا ترى أنّ سيبويه ذكر «إذ ما» فى الحرف، وقرنها بإن فى الشرط؟؛ وذلك أن التركيب يحدث للمركّبين حكما مستأنفا، ويخلقه خلقا مرتجلا. ألا ترى إلى قولهم: بأبأت الصبى: إذا قلت له: بأبى أنت، والباء فى أوله مزيدة للجر، والثانية أيضا قد يمكن أن تكون للجر كررت، إلا أنك إذا مثّلت قلت: هو فعللت، فجعلت الباء الزائدة للجر مقابلة للفاء؟ وكذلك قولهم: بسملت، فالباء من قولهم: «بسم الله» زائدة، والسين فاء «اسم»، واللام عين إله، ثم إنك إذا مثّلت بسملت قلت: هو فعللت، ومثله
&
= والبخارى فى التاريخ. وفى المحدثين من يضعفه. ذهب بصره، ثم شفى وعاد إليه. انظر: (نكت الهميان ١٦٠، والتاج ١٤٥/ ٧، وتهذيب التهذيب ٢٣٢/ ٤ وإنباه الرواة ٦٥/ ٢، الأعلام ١٣٨/ ٣). ٤ وقراءة أبى حيوة، ومحمد بن السميفع. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٥٣، البحر المحيط ٢٢٢/ ٨، الرازى ٢٢٧/ ٢٩، القرطبى ٢٤٧/ ١٧، مجمع البيان ٢٣٣/ ٩).
(١) انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٥٣).