يَا مُحَمَّد وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ إِخْبَارًا عَنْهُم
{كَانُوا هم أَشد مِنْهُم قُوَّة}
قَرَأَ ابْن عَامر / كَانُوا هم أَشد مِنْكُم قُوَّة / بِالْكَاف وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مصاحف أهل الشَّام
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ مِنْهُم بِالْهَاءِ أَتَوا بِلَفْظ الْغَيْبَة وحجتهم أَن مَا قبله بِلَفْظ الْغَيْبَة وَهُوَ قَوْله {أَو لم يَسِيرُوا فِي الأَرْض فينظروا كَيفَ كَانَ عَاقِبَة الَّذين من قبلهم} فَكَذَلِك يكون قَوْله {كَانُوا هم أَشد مِنْهُم قُوَّة} على الْغَيْبَة ليَكُون مُوَافقا لما قبله من أَلْفَاظ الْغَيْبَة وَمعنى قَوْله {أَشد مِنْهُم قُوَّة} أَي من قَوْمك
وَأما من قَالَ {مِنْكُم} بَعْدَمَا ذَكرْنَاهُ من أَلْفَاظ الْغَيْبَة فعلى الأنصراف من الْغَيْبَة إِلَى الْخطاب كَقَوْلِه {إياك نعْبد} بعد قَوْله {الْحَمد لله} وَحسن الْخطاب هُنَا لِأَنَّهُ خطاب لأهل مَكَّة فَحسن الْخطاب لحضورهم
{إِنِّي أَخَاف أَن يُبدل دينكُمْ أَو أَن يظْهر فِي الأَرْض الْفساد}
قَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {أَو أَن يظْهر} بِالْألف قبل الْوَاو وَقَرَأَ الْبَاقُونَ / وَأَن يظْهر / بِغَيْر ألف
معنى {أَو} وُقُوع أحد الشَّيْئَيْنِ فَالْمَعْنى على {أَو} إِن فِرْعَوْن قَالَ {إِنِّي أَخَاف أَن يُبدل دينكُمْ} أَي يبطل دينكُمْ الْبَتَّةَ فَإِن لم يُبطلهُ