Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
يرويه كما رواهُ يحيى. وهذه الرِّواية تشهد لمن قال إنه جائزٌ أنّ يصلَّى على غير الأنبياء.
ومن حُجَّةِ من يرى ذلك: قولُه (١) "اللهم صلِّ على محمَّدٍ وعلى آل محمَّدٍ وأزواجِهِ وذُرِّيَّتَهِ" ومعلومٌ أنّ أزواجَهُ وذُرِّيَّتَهُ غَيْرُه.
وفي الحديثِ أيضًا حُجَّة، قولُه: "اللهم صلِّ على آل أَبِي أَوْفَى" (٢) وأمّا مذهب ابن عبّاس فإنه قال: لا يصلِّي أحدٌ إلَّا على النَّبِيِّ -عليه السّلام- (٣).
وقال علماؤنا: لا حُجَّةَ فيمن تعلّق بحديث ابن أبي أَوْفَى؛ لأنّه كان مخصوصًا بالنَّبيِّ -عليه السّلام-، أُمِرَ أنّ يصلِّي على من جاء بصدَقَةٍ عِوَضًا له منها، فقيل له: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} (٤) وهذا معنى يختصّ به. وهذه مسألة اجتهادية قد بيَّنَّاها في موضعمها. والصحيحُ عندي؛ أنّ الصَّلاة مخصوصةٌ بالنّبىِّ - صلّى الله عليه وسلم -.
وأمّا (٥) ما رُوِيَ عن ابنِ عمر (٦)؛ أنَّه كان يصلِّي على النّبيِّ وعلى أبي بكرٍ وعمر؛ فإنّ معناه: يَدْعُو لأبي بَكْرٍ وعمرَ، كما رواهُ ابن القاسم، ولكنّه ألحق الثّاني في الأوّل لَفظًا، كما قال الشّاعر (٧):
أعلفتها (٨) تِبنًا وماءً بارِدًا
ورَأيتُ زَوْجَكِ في الوَغَى ... مُتَقَلِّدًا سَيفًا ورُمحًا
(١) أي قوله - صلّى الله عليه وسلم - في حديث الموطّأ (٤٥٦) رواية يحيى.
(٢) أخرجه البخاريّ (١٤٩٧)، ومسلم (١٠٧٨) من حديث عبد الله بن أبي أَوْفَى.
(٣) أخرجه- مع اختلاف في الألفاظ- عبد الرزّاق (٣١١٩)، وابن أبي شيبة (٨٧١٦)، والطبراني في الكبير (١١٨١٣)، وقال الهيثمي في "المجمع: ١٠/ ١٦٧ "رواه الطبراني موقوفًا، ورجاله رجال الصّحيح"، كما صحَّحَ إسناده ابن حجر في فتح الباري: ٨/ ٥٣٤.
(٤) التوبة: ١٠٣.
(٥) انظر الكلام التالي في القبس: ١/ ٣٥٩ - ٣٦٠.
(٦) في الموطّأ (٤٥٨) رواية يحيى.
(٧) هو عبد الله بن الزِّبعرى في ديوانه: ٣٢. ونسبه الفراء في معاني القرآن: ١/ ١٤ إلى بعض بني أسدّ.
(٨) في الديوان: "علفتها".
(٩) ورد البيت غير منسوب في تأويل مشكل القرآن: ٢١٤، وذكر شيخنا المحقق السَّيِّد أحمد صقر أنّ الأخفش نسبه في تعليقه على الكامل: ١/ ١٩٦ لعبد الله بن الزّبعرى، كما أورده صاحب مجاز القرآن: ٢/ ٦٨، والفراء في معاني القرآن: ٣/ ١٢٣.