فإنْ تفاضَلُوا أيضًا في حِفْظِ القرآن ومعرفته، بشيءٍ من الدِّين والمحافظة على الصّلاة وفعل الطّاعة، قدِّم ذو المعرفة منهم على الّذي عرف بالمحافظة على الصّلاة وفعل الطّاعة.
٥ - ثم الأسنّ، وإن لم يكن لأحدهم مزيّة السِّنِّ، قدِّم الأسنّ على غير الأسنّ.
٦ - ثمّ العبيد الصِّغار.
وإن تَفَاضَلُوا أيضًا في العِلْمِ والفَضْلِ والسِّنِّ، فعلى ما تقدّم في الأحرار؛ لأنّه قد أوضحنا أنّه يقدّم الرِّجال والنِّساء والأحرار والعبيد والصِّغار والكبار، فيقدّم الأحرار على العبيد صغارًا كانوا أو كبارًا، والذُّكور على الإناث صغارًا كانوا أو كبارًا، إلَّا إذا استوت مرتبتهم في الحرِّيَّة.
٧ - ثم النِّساء الأحرار (١) الكبار.
وقال ابنُ القاسم: إنّما قدّم العبيد الكبار على الأحرار الصِّغار؛ لأنّ العبد الكبير يؤمُّ الحرَّ الصَّغيرَ (٢).
ووجه القول الأوّل: أنّ نَقِيصَةَ العبوديّة أَثْبَتْ من نَقِيصَةِ الصِّغَر؛ لأنّ الصّغير يبلغ على كلِّ حالٍ مع حياته، والعبد قَدْ لا يعتق مع (٣) حياته (٤).
٨ - ثمّ الخَنَاثَى المُشْكِلُون الأحرار الكبار.
٩ - ثمّ الخَنَاثَى الأحرار الصِّغار.
١٠ - ثمّ النِّساء الأحرار الكبار.
١١ - ثمّ النِّساء الأحرار الصغار.
١٢ - ثم الإمَاء الكبار، ثمّ الإمَاء الصِّغار، وباللهِ التّوفيق.
وقال أبو الوليد (٥) -رحمه الله-: "إنّ الفضائلَ المعتبرةَ في النّاسِ: الذكورةُ
والبلوغُ والحرَّيَّةُ، كما أنّ النقائصَ ثلاثةٌ: الأُنوثة والصِّغر والرِّق، فيجب أنْ يقدَّم في
(١) جـ: "ثم الأحرار".
(٢) جـ: "يؤمّ ولا يؤم الحرّ الصغير".
(٣) لعلّ الصواب: "في".
(٤) "مع حياته" ساقطة من النّسختين، وقد استدركت في هامش: جـ.
(٥) غ، جـ: "مالك" وهو تصحيف، والصّواب ما أثبتناه وقول الباجي هو في المنتقى: ٢/ ٢٠.