النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -، فمنها ما جاء بهذا المعنى، ومنها ما جاء بتفضيل الحمد، ومنها ما جاء بتفضيل سبحان الله والحمدُ لله (١).

وأمّا ما جاء من دعاء رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يوم عَرَفَة، منها حديث علىّ؛ أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - دعا يوم عَرَفَة بعَرَفَة فقال: "لا إله إلّا الله، وحدَهُ لا شريكَ له، له المُلْكُ، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٍ، اللهمّ اجعل لي في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بَصَري نورًا، اللَّهمّ اشرح صدري، ويسِّر (٢) أمري، أعوذُ بك من وَسَاوِس الصّدور (٣)، وفِتْنَةِ القبر، ومن شرِّ ما أتَتْ (٤) به الرِّياح، ومن شَرِّ ما يأتى به اللَّيل والنّهار" (٥).

وسئل ابنُ عُيَيْنَة عمّا كان رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - أكثر ما يقول يوم عَرَفَة؟ فقال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر، ثمّ قال سفيان: إنّما هذا ذِكْرٌ وليس بدعاء (٦).

وقال (٧) رجل للأوزاعيّ: يا أبا عمر، أيّها أحبّ إليك: لا إله إلّا الله مئة مرّة، أو سبحان الله مئة مرّة؟ فقال: لا إله إلّا الله. فهذا يفسِّر لك حديث زياد بن أبي زياد (٨).

هذا حديث مالك (٩)، عن ابن شهاب، عن أنس؟ أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - دخل مكّة عامَ الفتح وعلى رأسه المِغْفَرُ ... الحديث.

انفرد به مالك، عن ابن شهاب (١٠)، والكلام على تعليل إسناده يَطُولُ، وقد

(١) للتوسع في هذا الموضوع راجع - إنَّ شئت - التّمهيد لابن عبد البرّ: ٦/ ٤٢ - ٥٩ ففيه فوائد جمّة.
(٢) في الاستذكار: "يَسِّر لي".
(٣) في الاستذكار: "الصّدر".
(٤) في الاستذكار: "تهبّ".
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة (١٥١٣٥) ومن طريقه ابن عبد البرّ في التمهيد: ٦/ ٤٠ وقال: "فأمّا حديث عليّ، فإنّه يدور على دينار أبي عمرو عن ابن الحنفية، وليس دينار ممّن يحتجّ به" كما أخرجه أيضًا من طريق موسى بن عبيد البيهقيُّ في السنن: ٥/ ١١٧ وقال: "تفرّد به موسى بن عبيدة، وهو ضعيف، ولم يدرك أخوه عليًا" وانظر شعب الإيمان (٤٠٧٣).
(٦) رواه ابن عبد البرّ في التمهيد: ٦/ ٤٣ - ٤٤.
(٧) قول الأوزاعي ساقط من الاستذكار، وقد رواه ابن عبد البرّ مُسْنَدًا في التّمهيد: ٦/ ٥٥ - ٥٦.
(٨) الّذي أخرجه مالك في الموطّأ (١٢٧٠) رواية يحيى.
(٩) في الموطّأ (١٢٧١) رواية يحيي.
(١٠) في الأصل: "عن ابن شهاب عن أنس" وأسقطنا "عن أنس" ليستقيم الكلام، وفي هذا الموضع ينتهي =