لَهُنَّ وَقتٌ وَلَهُنَّ حَدُّ
مُؤَخَّرٌ بَعْضٌ وبعضٌ بَعدُ
وَلَيسَ من هَذَا وَهَذَا بُدُّ
وَلَيسَ مَكتُوبًا لِحَيٍّ خُلدُ
وفي الحديث المرفوع: "إِذَا أَرَادَ الله بِعَبدٍ خَيرًا سَلَكَ في قَلبِهِ اليَقِين وَالتَّصدِيقَ، وإِذَا أَرادَ الله بعَبْدهِ شرًّا سَلَكَ في قَلْبِهِ الرِّيبَةَ والتَكذِيبَ" (١)، قال الله العظيم: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} الآية (٢).
وقال الفضلُ الرقاشيُّ لإياس بنِ معاويةَ: يا أبا وائلةَ، ما تقولُ في الكلام الّذي أكثر النَّاس فيه -يعني القَدَرَ-؟ فقال: إن أَقرَرتَ بالعلّم خصمت، وإن أنكرتَ العلّمَ كفرتَ.
وقال الأوزاعي: هَلَكَ عُبَّادُنَا وَخِيَارُنَا في هَذَا الرَّأيِ، يعني القَدَر.
وسَئِلَ (٣) يحيى بن مَعِين، عن محمّد بن إسحاق صاحب "المغازي" هل ثبت عليه الّذي قيل فيه -يعني القدر-؟ قال: نعم.
وأنشد أبو علي الجيّاني في معنى الذّمّ على ذلك:
يَا لَذَّةً قَصُرَت وَطَالَ بَلَاؤُهَا ... عِنْدَ التَّذَكُّرِ في الزَّمَانِ الأَطوَلِ
لَمَّا تَذكَّرهَا وَنَالَ نَدَامةً ... مِن بَعدِها يَا لَيتَنِي لَمْ أَفعَلِ
وعن الحسن بن محمّد بن الحنفيّة، قال: أوَّلُ من تكلّم بالقَدَرِ، أنْ جاء رجلٌ فقال: كان من قَدَرِ الله أنَّ شَرَرَةً طَارَت فأحرقتِ الكعبةَ. فقال آخر: ليس من قَدَرِ الله أنّ تُحْرَقَ الكَعبَةُ. فكان هو أوّل الجَدَلِ (٤).
(١) لم نعثر عليه في المصادر الّتي استطعنا الوقوف عليها.
(٢) الحجر:١٢.
(٣) هذا الخبر والذي بعده ليسا من الاستذكار.
(٤) أخرجه الفريابي في القدر: ٢٠٦ - ٢٠٧ (٣٥١ - ٣٥٢) من طريقين عن عمرو بن دينار، عن الحسن ابن محمّد.