Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
قال الإمام - رضي الله عنه -: في هذا الباب للعلماء جملة كلام يفتقر إلى مزيد بيان.
وقد جاء مالكٌ - رحمه الله - بأصلٍ بديعٍ فقال (٢): "تركُ الوضوء ممّا مسَّتِ النّار"، ثمّ أدخل اختلاف الأحاديث، ثمّ أدخل عمل الخلفاء بترك الوضوء ممّا مسّت النّار (٣)، وهي مسألةٌ من أصول الفقه؛ إذا اختلفتِ الأحاديث عن النّبيِّ صلّى الله عليه، فما عمل به الخلفاء أرجح (٤).
وأمّا اختلاف الأحاديث، فإنّ مالكًا - رحمه الله - أشبع هذا الباب وقوَّاهُ لشدَّةِ الاختلاف بين السَّلَف بالمدينة وغيرها، فذكر فيه حديثَيْن مُسْنَدَين: حديث ابن عبّاس هذا (٦)، وحديث سُوَيد (٧)؛ أنّ النّبيَّ صلّى الله عليه أكل السَّوِيقَ ولم يزد على أنّ تمضمضَ وصلّى، وحديثًا
(١) انظره في القبس: ١/ ١٤٦ - ١٤٧.
(٢) في الموطَّأ: ١/ ٦٠ رواية يحيى.
(٣) يقول المؤلِّف في العارضة: ١/ ١٠٩ "اعتنى مالكٌ في موطّئه بهذه المسألة واستظهر فيها بباب من الأصول، وهو فعل الخلفاء رضي الله عنهم بتركهم الوضوء مما مست النّار. وإذا اختلف الحديثان عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - عمل الخلفاء بأحد الحديثين قضينا بعمل الخلفاء، وكل ذلك يدلُّ على أنّ الحديث منسوخ".
(٤) انظر المحصول: ٦٥/ أ.
(٥) كلّ ما تحت هذا المزيد من البيان مقتبس من الاستذكار: ١/ ٢٢١ (ط. القاهرة).
(٦) أخرجه مالك في الموطَّأ (٥٤) رواية يحيى.
(٧) الّذي أخرجه مالك (٥٥) رواية يحيى.