الثّاني: أنّ الكبيرَ يحفظ نفسَهُ، والصّغيرَ لا يحفظ نفسه، ولا يمكن الاحتراز منه ولا عن أخذه، فجرى الحُكم فيه على هذا.
عربية:
قال بعضهم: النَّضْحُ: الرَّشُّ حيث ما وَرَدَ في طُرُقِ الحديثِ، وليس به، وإنّما النّضح إمرار الماء من غير رَشَّ، ومنه يقال لبعير السّانية: ناضح (١)، وإنّما الفقهاء أطلقوا على الرَّشَّ اسم النَّضْح، بيدَ أنّ اللُّغة فرَّقَت بين النَّضْحِ بالحاء المهملة، وبين النَّضْخِ بالحاء المعجمة بالقِلَّة والكَثْرة.
٢ - الأصول:
قال بعض المتكلِّمين: بَوْلُ الصَّبى أشدَّ حرارة من بول الجارية، ولذلك كان أكثر لزومًا للثَّوب، ولذلك كان بَوْلُ المحمُومِينَ أشدَّ لونًا وأكثر لزومًا لشدّة حَرِّهِ، بخلاف بَوْل الأُنْثَى لبَرْد مزَاجها، وهذه دَعْوَى عريضة، فلا يُشتَغَل بها.
ويحتمل قوله: صغيرًا جدًّا، أنَّه أجلسه، يريد: وَضَعَهُ، وسمّاهُ إجلاسًا (٢).
ويحتمل أتى يريد بقوله: أجلسه عنده ليُحَنِّكَهُ.
ويحتمل أنّ يكون أجلسه معجزة وآية له - صلّى الله عليه وسلم -.
وقوله (٣): "فَنَضَخهُ " النَّضحُ في كلام العرب ينقسم قسمين:
أحدهما: الرَّشُ.
والثّاني: صَبُّ الماء الكثير على المغسول.
وقيل: هو صبُّ الماء على المنَضُوح.
ورواية "الموطَّأ" (٤):"فأتبَعَهُ إِيَّاهُ" وليس فيه "فَنَضَحَهُ"، والنَّضحُ: الرَّشُ.
(١) انظر الصحاح للجوهري: ١/ ٤١١، والاقتضاب اليفرني: ٩/ ب.
(٢) قاله الباجي في المنتقى: ١/ ١٢٨.
(٣) انظر الكلام التالي في العارضة: ١/ ٩٣.
(٤) الحديث (١٦٤) رواية يحيى.