أي: كفرا إلى كفرهم، أو نفاقا إلى نفاقهم.
وقال الله تعالى: وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ يونس: ١٠٠ .
وقال الله عز وجل: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) المدثر: ٥ ، يعني الأوثان، سمّاها رجزا- والرّجز: العذاب- لأنها تؤدّي إليه.
١٧- الفتنة
الفتنة: الاختبار، يقال: فتنت الذهب في النّار: إذا أدخلته إليها لتعلم جودته من رداءته. وقال تعالى: وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ العنكبوت: ٣ . أي: اختبرناهم. وقال لموسى عليه السلام: وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً طه: ٤٠ . ومنه قوله: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣) الأنعام: ٢٣ أي: جوابهم، لأنهم حين سئلوا اختبر ما عندهم بالسؤال، فلم يكن الجواب عن ذلك الاختبار إلا هذا القول.
والفتنة: التعذيب. قال: إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ البروج: ١٠ أي عذّبوهم بالنار.
وقال عز وجل: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (١٣) الذاريات: ١٣ أي يعذبون. ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ الذاريات: ١٤ أي يقال لهم: ذوقوا فتنتكم، يراد هذا العذاب بذاك.
وقال عز وجل: فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ العنكبوت: ١٠ أي: جعل عذاب الناس وأذاهم كعذاب الله.
والفتنة: الصدّ والاستزلال. قال الله عز وجل: وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ المائدة: ٤٩ ، أي: يصدّوك ويستزلوك. وقال الله تعالى: وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ الإسراء: ٧٣ ، وقال: ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (١٦٢) إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (١٦٣) الصافات: ١٦٢، ١٦٣ أي: صادين.
والفتنة: الإشراك والكفر والإثم، كقوله: وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ البقرة:
١٩٣ ، أي: شرك.
وقال: وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ البقرة: ١٩١ يعني الشرك. وقال: أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا التوبة: ٤٩ أي: في الإثم.
وقال: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ النور: ٦٣ ، أي: كفر وإثم.