{وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} معناه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة على عنقه شاة لها ثُغَاءٌ لا أعرفن كذا، لا أعرفن كذا، فيقول: يا محمد. فأقول: لا أملك لك شيئا، قد بلغت " (١) . يريد: أن من غل شاة أو بقرة أو ثوبا أو غير ذلك؛ أُتي به يوم القيامة يحمله.
ومن قرأ "يُغَلّ" أراد يُخَان. ويجوز أن يكون يُلْفَى خائنا. يقال: أغللت فلانا أي وجدته غالا. كما يقال: أحْمَقْتُه وجدته أحمق. وأحمدته وجدته محمودا.
وقال الفَرَّاء (٢) . من قرأه "يُغَلّ" أراد: يُخَوَّن. ولو كان المراد هذا المعنى لقيل يُغَلَّل. كما يقال: يُفَسَّق ويُخَوَّن ويُفَجَّر.
١٦٣- {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ} أي هم طبقات في الفضل. فبعضهم أرفع من بعض.
* * *
١٦٥- {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} يقول أصابتكم مصيبة يوم "أحد" قد أصبتم مثليها من المشركين يوم "بدر"
{قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} أي بمخالفتكم وذنوبكم. يريد مخالفة الرُّماة رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد.
١٦٧- {قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا} يقول: كثّروا فإنكم إذا كَثَّرْتم دفعتم القومَ بكثرتكم (٣) .
(١) راجع الأحاديث في ذلك وتخريجها في تفسير الطبري وهامشه ٧/٣٥٦-٣٦٤ وانظر الدر المنثور ٢/٩١-٩٢.
(٢) في معاني القرآن للفراء ١/٢٤٦.
(٣) هذا نص تفسير الفراء في معاني القرآن ١/٢٤٦ وانظره من غير نسبة في تفسير الطبري ٧/٣٨٠.