رواهُ النَّسائيُّ، وهذا لفظُهُ، وابنُ خُزَيمةَ، وابنُ حِبّانَ في صحيحيهما، والدارَقُطنيّ، وقالَ: صحيحٌ (٣٧)، وكلّهم ثقاتٌ، والحاكمُ وصحّحهُ البَيْهقيُّ، والخطيبُ، وابنُ عبدِ الهادي، وقد أُعِلَّ ذكرُ البسملَةِ من حديثِ المُجمِرِ عن أبي هُريرةَ، وفي المسألةِ أحاديثُ حسنَةٌ، ولنقتصِرْ على هذا العَددِ خشيةَ الإطالةِ.
عن أنسٍ: " أنّهُ سُئلَ عن قراءةِ رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فقالَ: كانتْ مَدّاً، ثُمّ قرأ: (بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ) يَمُدُّ بسْمِ اللهِ، ويمدُّ الرحمنَ، ويمُدُّ الرحيمَ " (٣٨)، رواهُ البخارِيُّ.
وعن أُمِّ سَلَمةَ: " أنّها سُئِلتْ عن قراءةِ رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فقالت: كانَ يَقطعُ قراءتَهُ آيةً آيةً: (بسْمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ)، (الحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ)، (الرحمن الرَّحيمِ)، (مالِكِ يوْمِ الدّينِ)، (٣٩)، رواهُ أحمدُ، وأبو داود، والترمِذِيُّ، ولم يذكر البَسملةَ، وقالَ: ليسَ إسنادُهُ بمُتَّصِلٍ، في هذين دلالةٌ على ترتيلِ القراءةِ وتَرتيبِها.
عن وائِل بن حُجْرٍ، قالَ: سمعتُ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يقرأُ: " غيرِ المَغضوبِ عليهمْ ولا الضّالّينَ "، فقالَ: آمين يَمُدُّ بها صوتَهُ " (٤٠)، رواهُ أحمدُ، وأبو داودَ، والترمِذِيُّ، وقالَ: حسَنٌ، والدارَقُطنيُّ، وقالَ: صحيحٌ.
ولأبي داود أيضاً: " رفع بها صوتَهُ " هكذا رواهُ الثوريُّ، وتابعهُ غيرُهُ، ورَواهُ شُعْبةٌ فقالَ: " وخَفَضَ بها صَوتَهُ " (٤١)، قال البخاريُّ، وأبو زُرْعة، والدارقطنيّ وغيرُهم: الصوابُ حديثُ الثَّورِي، وأخطأ شعْبةُ في مواضعَ من هذا الحديثِ (٤٢).
(٣٧) هكذا بالأصل فقد سقطت لفظة " ورواته " كما في سنن الدارقطني (١/ ٣٠٦).
(٣٨) رواه البخاري (٦/ ٢٤١).
(٣٩) رواه أحمد (الفتح الرباني ٣/ ١٨٨ و ١٨٩)، وأبو داود (٤٠٠١)، والترمذي (٢٩٢٧).
(٤٠) رواه أحمد (الفتح الرباني ٣/ ٢٠٥)، وأبو داود (٩٣٢)، والترمذي (٢٤٨)، والدارقطني (١/ ٣٣٣ و ٣٣٤)، ورواية أبي داود فيها زيادة " ورفع بها صوته " كما ذكر المؤلف.
(٤١) رواه أحمد (الفتح الرباني ٣/ ٢٠٥)، والطيالسي (١٠٢٤)، والدارقطني (١/ ٣٣٤).
(٤٢) وقد فصل الحافظ ابن حجر القول في هذه المسألة في التلخيص (١/ ٢٥٢ - ٢٥٣)، وكذلك العظيم آبادي في التعليق المغني على الدارقطني (١/ ٣٣٤) وما بعدها.