الإسكندرية١, وبعث إلى سائر الملوك يدعوهم إلى الله تعالى، وإلى الإيمان به صلى الله عليه وسلم. وكذلك بعث أبا عبيدة إلى البحرين يعلمهم الإسلام٢.
وفي هذا وأمثاله: الدليل الباهر القطعي، على أنه -صلى الله عليه وسلم- رسول الله تعالى إلى جميع الثقلين كافة, وهو من أدل الأشياء على العيسوية٣ من اليهود. وكذلك بعث صلى الله عليه وسلم عليا، وأبا موسى، ومعاذا إلى اليمن٤.
= رضي الله عنهما, وقد كان النجاشي ردءا للمسلمين, وقد أحسن إلى المسلمين الذين هاجروا إليه في صدر الإسلام, ولما بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موته، صلى عليه صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه صلاة الغائب, وكان ذلك سنة تسع للهجرة.
انظر الإصابة ١/ ١٠٩, وأنساب الأشراف للبلاذري ١/ ٢٢٩ و٥٣١.
وأرسل صلى الله عليه وسلم كتابا آخر إلى نجاشي ثانٍ يدعوه إلى الإسلام حيث لم يكن مسلما, وكان كتابه الثاني إلى النجاشي قد أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- مع عمرو بن أمية الضمري, عندما أرسل كتبه إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام.
انظر كتاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم للشيخ محمد الصادق عرجون ٢/ ٢٦-٢٨.
١ أنساب الأشراف ١/ ٥٣١.
٢ هو: الصحابي الجليل عامر بن عبد الله بن جراح بن هلال الفهري، القرشي. أبو عبيدة الجراح, أمين الأمة، وأحد السابقين الأولين, ومن المبشرين بالجنة. توفي في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة, رضي الله تعالى عنه.
الإصابة ٣/ ٥٨٦, التقريب ١/ ٣٨٨, التهذيب ٥/ ٧٣, وانظر سير أعلام النبلاء ١/ ٥-٢٣.
٣ العيسوية: هي فرقة من اليهود, أصحاب أبي عيسى إسحاق بن يعقوب الأصفهاني, وهم يقولون بنبوة عيسى -عليه السلام- إلى بني إسرائيل خاصة، وبنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى بني إسماعيل عليه السلام وإلى سائر العرب فقط. وقولهم هذا هو جهل فاضح؛ لأنه يلزمهم بعد أن اعترفوا بنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يعترفوا بصدقه، وامتناع الكذب عليه كما هو شأن النبوة. ومعلوم لدى كل ذي عقل أنه مرسل إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا, وبعثه البعوث للتبشير برسالته دليل مشاهد على ذلك. فادعاؤهم باطل, وقولهم مردود.
انظر الفصل لابن حزم ١/ ١٧٩-٢٠٠, وانظر الملل والنحل للشهرستاني ١/ ٢١٥, ٢١٦, وانظر شرح الكوكب المنير "وتعليق محققه" ٣/ ٥٣٤.
٤ انظر: بعثه -صلى الله عليه وسلم- لعلي وأبي موسى ومعاذ -رضي الله تعالى عنهم- إلى اليمن في صحيح البخاري: في كتاب المغازي، باب "٦١" بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد -رضي الله عنهما- إلى اليمن قبل حجة الوداع ٥/ ١١٠.
وفي باب "٦٠" بعث أبي موسى، ومعاذ -رضي الله عنهما- إلى اليمن قبل حجة الوداع ٥/ ١٠٧, ١٠٨.
وانظر في الموضوع البداية والنهاية ٤/ ٢٦٢-٢٧٣, وسيرة ابن هشام ٤/ ٦٠٦, ونصب الراية ٤/ ٤٢٠-٤٢٩, ومجموع الوثائق السياسية لمحمد حميد الله.