إِنَّكِ لَوْ شَهِدْتِ يَوْمَ الخَنْدَمَهْ ... إِذْ فَرَّ صَفْوَان وَفَرَّ عِكْرِمَهْ
وَأَبُو يَزِيدَ (١) قَائِمٌ كَالمُؤْتَمَهْ (٢) ... وَاسْتَقْبَلَتْهُمْ بِالسُّيُوفِ المُسْلِمَهْ
يَقْطَعْنَ كُلَّ سَاعِدٍ وَجُمْجُمَهْ ... ضَرْبًا فَلا يُسْمَعُ إِلَّا غَمْغَمَهْ
لَهم نَهِيتٌ (٣) خَلْفَنا وَهَمْهَمَهْ ... لَمْ تَنْطِقِي فِي اللَّوْمِ أَدْنَى كَلِمَهْ (٤)
* قَتلَى خَيْلِ خَالِدٍ -رضي اللَّه عنه-:
وَقَدْ قُتِل مِنْ خَيْلِ خَالِدٍ -رضي اللَّه عنه- رَجُلَانِ شَذَّا عَنْهُ، فَسَلَكَا طَرِيقًا غَيْرَ طَرِيقِهِ، فَقُتِلَا جَمِيعًا، وَهُمَا: كُرْزُ (٥) بنُ جَابِرٍ الفِهْرِيُّ، وَحبيْشُ بنُ الأَشْعَرِ (٦) الخُزَاعِيُّ، وَهُوَ أَخُو أُمِّ مَعْبَدَ التِي مَرَّ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مُهَاجِرًا (٧).
* فَزَعُ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ:
وَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أُبِيحَتْ (٨)
(١) هو سُهيل بن عمرو.
(٢) يُقال: أيتمت المرأة فهي موتم وموتمة: إذا كان أولادها أيتامًا. انظر النهاية (٥/ ٢٥٢).
(٣) النهيت: صوت يخرج من الصدر عند المشقة. انظر النهاية (٥/ ١١٧) - لسان العرب (١٤/ ٣٠٠).
(٤) انظر سيرة ابن هشام (٤/ ٥٦) - دلائل النبوة للبيهقي (٥/ ٤٧).
(٥) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٣٢٢): كُرْز: بضم الكاف وسكون الراء.
(٦) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٨/ ٣٢٢): الأشعر لقب، واسمه خالد.
(٧) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب أين ركز النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الراية يوم الفتح - رقم الحديث (٤٢٨٠).
(٨) في رواية أخرى في صحيح مسلم - رقم الحديث (١٧٨٠) (٨٦): أُبيدت. =